مع تباشير العام الجديد تطل أزمة النقل بوجهها مجددا لتثير قلق الآباء والأمهات في جدة، مع دعوات جادة بإنشاء شركات نقل للطالبات الجامعيات بالمجان وهو المقترح الذي تردد كثيرا في الأوساط مع كل عام جديد أو حادث أليم.. المراقبون يربطون تسرب بعض الطالبات من الجامعات بعدم وفرة وسائل نقل آمنة تضمن للطالبة الوصول السهل والميسر إلى الهدف. وتحلم جامعيات جدة بتنفيذ المقترح بأعجل ما تيسر حتى تنتهي أحاديث الأزمات وصعوبة المواصلات وعدم أمانها مضايقات الطريق عبير تروي تجربتها الشخصية عن الرحلة اليومية من وإلى الجامعة وتقول إنها تتعرض إلى معاناة وشقاء في طريق الذهاب والعودة بسبب عدم وجود حافلات كافية مخصصة للطالبات فتضطر في غالب الأحوال إلى الخروج في وقت باكر من الصباح بحثا عن سيارة أجرة في الشارع العام.. ودونكم ما يتعرض له الفتيات من مضايقات. وتضيف: إن الحافلات قليلة العدد تشكو هي الأخرى من التدفق والزحام ومحدودية المقاعد فضلا عن أسعار النقل الجامعي التي تزداد باضطراد حتى وصل إلى سقف (600) ريال شهريا ولا تقل عن ذلك بأي حال من الأحوال. علما بأن بعض الطالبات لا تسمح لهن ظروفهن المادية والاجتماعية من دفع مبلغ كهذا مع التزامات الحياة اليومية مقارنة بارتفاع معدلات السوق وسلعها.. المخرج من هذا المأزق كما تقول عبير هو إنشاء شركة حافلات تنقل الطالبات بالمجان. تركت الدراسة على ذات الصعيد تطالب مشاعل بتخصيص حافلات بلا مقابل مادي وتقول: «واجهت الكثير من المصاعب والمتاعب بسبب عدم توفر وسيلة نقل جامعي، لا أملك مايكفي للحصول على خدمات سائق خاص أو حتى مقعد على حافلة نقل جامعي، فالحالة المادية لأسرتي متواضعة وتكاد بالكاد تفي الاحتياجات الأساسية، ولا نملك إلا ما يكفي معيشتنا، بينما النقل من وإلى الجامعة يكلفني أكثر من (500) ريال شهريا، فلا يتبقى من مكافأتي الجامعية ما يكفي للحصول على الكتب والمستلزمات، لذلك قررت ترك الدراسة والتوجه للوظائف التي لا تحتاج مؤهلات جامعية». المكافأة لا تغطي أسماء تتفق مع زميلاتها عبير ومشاعل وتعضد رأيهن بالقول إن مبالغ النقل باهظة قياسا مع ظروف الطالبات فالأجرة تتراوح بين (500 إلى 800) ريال حسب منطقة السكن، وكثير من الطالبات وذويهن ظروفهم المادية متواضعة وحتى المكافأة الجامعية لا تغطي بقية المصاريف والمستلزمات الدراسية اﻵخرى، لذا نطالب بتوفير حافلات للنقل الجامعي لكل حي، وهو ما سيعود بالفائدة على العديد من الطالبات بالإضافة إلى توفير وظائف للسعوديين كسائقين. شواغـر وظيفية وتختم أمل المطيري بالدعوة إلى تفعيل نظام النقل الجامعي الذي سيوفر العديد من الشواغر الوظيفية للشباب والشابات السعوديات، حيث سيتم توفير وظائف سائقين ومشرفين ومشرفات على كل حافلة، كما أنه سيسهل العديد من العقبات التي تواجه أولياء الأمور مثل تكاليف النقل الجامعي وإيجاد الوقت الكافي لنقل بناتهم من وإلى الجامعة بدلا من إضاعة أوقات عملهم في الرحلات المستدامة بين المنازل ومقار الجامعات. 130 ألف ريال في المقابل يقول عبد الرحمن شاولي الموظف في إحدى شركات النقل الجامعي الخاصة: إن العائد الشهـري للشركة خلال فترة الدراسة يتراوح بين 120 إلى 130 ألف، حيث تقوم الشركة بتوفير 20 حافلة ميكروباص مجهزة بكامل وسائل السلامة والراحة ويكفي لنقل 10 طالبات يوميا ذهابا وإيابا من الجامعات وغالبا ننقل الطالبات من جميع أحياء جدة ولكل مجموعة أحياء متقاربة نخصص له حافلة لضمان عدم تأخر الطالبات عن محاضراتهن..