جزى الله معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل كل خير على اهتمامه بالقرآن الكريم، سواء من خلال توجيهه بفتح مراكز لتحفيظ القرآن في المدارس وهي الخطوة التي نتمنى أن تكون مقدمة لتنظيم عملية تحفيظ القرآن تحت إشراف الوزارة وعلى أيدي معلميها بدلا من العشوائية التي تعمل بها بعض حلقات تحفيظ القرآن التي تعمل خارج إطار الوزارة، وكذلك على قيامه بتوزيع نسخ من القرآن على الطلبة في اليوم الدراسي الأول، وهي خطوة رمزية محمودة، فالقرآن نور القلوب ومن الواجب تعظيم مكانته في نفوس النشء. والحق أن عزام الدخيل ليس أول وزير تعليم يهتم بالقرآن الكريم فكل وزراء التربية والتعليم السابقين أبدوا اهتماما كبيرا بتحفيظ وتعليم كتاب الله، بل إن الاهتمام بتحفيظ القرآن وتعليمه موجود قبل أن تكون هناك مدارس نظامية، ووزارة تعليم، فتعليم كتاب الله وتعلمه أمر لابد منه لكل مسلم. والآن وقد بدأنا عاما دراسيا جديدا وقام الوزير بتوزيع المصاحف وبعد أن انتهى مشروع تصميم شعار الوزارة الذي أخذ تصميمه وقتا لا بأس به ربما لأنه يجمع بين الوزارتين السابقتين (التربية والتعليم العالي) وكل وزارة منهما حملها أثقل من جبال السروات والجمع بينهما في شعار واحد يحتاج خيالا واسعا وأفقا جديا للتفكير، ما هي الخطوات القادمة التي سيقوم بها الدكتور عزام الدخيل في سبيل أن تواكب حركة التعليم في بلادنا مثيلاتها في الدول المتقدمة؟! نعم مازال الوقت مبكرا جدا لنحكم على تجربة الدكتور عزام الدخيل، ولكن الوقت لم يعد مبكرا على مراقبة خطواته، فقد وقع بروتوكولات مع وزارات أخرى وقام بزيارات للمدارس والجامعات في مختلف أنحاء البلاد، وهذا أمر جيد لأنه وزير بلا بشت، وهذا يسهل عليه الحركة في المواقع والمنشآت حيث لا يحتاج إدارات مستقلة لتدبير شؤون البشت، ثم قام مؤخرا بتوزيع القرآن على الطلبة، ويحق لنا الآن أن نتساءل: ما هي الخطوات القادمة؟! ما هي التحولات الحقيقية التي سوف تشهدها المدارس والجامعات والمؤسسات المرتبطة بالوزارة؟! كيف ستحل مشكلات المبتعثين والمعلقين العالقة منذ سنوات؟ وعلى أي أساس سوف يتم تطوير البيئة المدرسية بالنسبة لملايين التلاميذ وعشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات؟ وكيف يمكن أن يحول التعليم أجيالنا القادمة إلى مجتمعات منتجة متسامحة، وقادرة على المشاركة في تطوير البشرية؟ وغير ذلك من الأسئلة المتراكمة حول حجر الأساس في نهضتنا المرتقبة للتعليم. ونعود مرة أخرى لنقول: جزاك الله خيرا على الاهتمام بالقرآن يا دكتور عزام، وبانتظار أن نرى أثر اهتمامك بالفيزياء والرياضيات والكيمياء والأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية وكل ما من شأنه أن يحقق النقلة النوعية في التعليم والتي طال انتظارها.