تنشغل وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي منذ أربعة أيام بفضيحة أخلاقية جديدة تطاول هذه المرة أحد رموز الغناء، أيال غولان، المشتبه بأنه أقام (ووالده أيضاً) علاقات جنسية يحظرها القانون مع فتيات قاصرات «بموافقتهن» في «حفلات جنس جماعي تخللها تدخين السموم». وطغت هذه القضية على سائر القضايا، حتى بات رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الوحيد في دولته الذي تعنيه المفاوضات الجارية بين الغرب وإيران في شأن الملف النووي، فيما دُفعت الانتخابات لزعامة حزب «العمل» الى الصفحات الداخلية. وبالرغم من أن أخبار الدولة العبرية لا تخلو من فضائح لسياسيين، سواء جنسية أو أخرى تتعلق بالفساد، إلا أن قضية غولان أخذت حجماً أكبر، على خلفية شهرته كأحد أبرز المغنين والمشاهير الذين يتمتعون بشعبية هائلة تزيدها مشاركته في برامج «الريتنغ» الخفيفة التي تستقطب أكبر نسبة مشاهدة، خصوصاً لدى جيل الشباب. وتأتي هذه الفضيحة بعد فترة قصيرة من تقديم لوائح اتهام ضد «حاخامات» في مدارس دينية بتهم التحرش الجنسي بالتلاميذ، فيما يجري التحقيق مع إعلامي بارز بشبهة ارتكابه مخالفة مماثلة مع موظفات عملن تحت إمرته. وتضاف هذه الملفات إلى ملفات السياسيين الخاصة بالفساد المستشري في قمة الهرم. وفي موازاة قيام الصحف بنشر التفاصيل الدقيقة لاعترافات القاصرات ودفاع المغني عن نفسه بداعي أنه لم يكن على علم بأن الفتيات قاصرات، أو بتوجيه الاتهام لوالده بأنه استغل اسم ابنه ليغري قاصرات بعلاقات جنسية، نُشرت مقالات لكبار المعلقين أعربوا فيها عن قلقهم من «الحضيض الأخلاقي» الذي وصلت إليه الدولة العبرية، وكتب أحدهم: «إنه فساد ثقافة الريتنغ ومشاهدة البرامج التلفزيونية التافهة ... فالمغني يستغل شهرته في هذه البرامج ليغوي فتيات حالمات بلقاء مشاهير، والأهل لا يهمهم ما تقوم به بناتهم». ودعا أحد المعلقين إلى إجراء حوار علني معمق وشجاع عن «القيم والأخلاق والحدود المستباحة». وكتب آخر أن فضيحة المغني غولان تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع الإسرائيلي، «المجتمع الملوّث والفظ والانتهازي»، مضيفاً أن الثقافة السائدة «تمجّد مغنّين وتنصّبهم ملوكاً، فيما لا يرتدع هؤلاء عن استغلال شعبيتهم بأساليب قذرة وفاحشة». وكتب آخر: «ها نحن نطوي أسبوعاً آخر بشعور من التقزز والغثيان، شعور بأن إسرائيل تغوص في القاع أكثر فأكثر». ورغم فداحة القضية، إلا أن بعض المعجبين بالمغني غولان حاول تبرير الضجة المثارة بالإشارة الى أصوله الشرقية، والى أن الإعلام ما كان ليتعاطى معها بمثل هذه الإثارة لو كان الفاعل «أشكنازياً»، وهو الادعاء ذاته الذي حاول ترويجه قبل سنوات القريبون من الرئيس السابق موشيه كتساف حين اتهم باغتصاب نساء عملن معه، لكن الادعاء لم يصمد أمام اعترافات الضحايا، فأدانته المحكمة ورمت به في السجن لسبع سنوات.