لم يتفاجأ كل من تابع الظهور الفضائي الأول لرئيس الأهلي مساعد الزوهري بهدوئه وتحفظه ومحاولته تجنب التعمق والحديث عن أدق التفاصيل الخاصة بناديه الذي نُصب رئيساً له قبل أيام، إذ حاول مراراً طمأنة جماهير ناديه حول المستقبل المالي للنادي والذي يحاط بكثير من التساؤلات في ظل الصرف الهائل الذي يضخه مسيروه من أجل تحقيق البطولات إنْ على مستوى كرة القدم أو حتى الألعاب الأخرى، إذ يدرك وهو الذي حظي بتزكية الأهلاويين أنه سيقود أحد أهم الأندية السعودية التي تنافس في جل الألعاب. الزويهري الذي ظهر في الوسط الرياضي بشكل رسمي لأول مرة عبر بوابة الوحدة في منصب نائب الرئيس، يعلم جيداً أن الأهلي ليس كالوحدة، ولست هنا أتحدث عن عراقة وتاريخ الناديين، بل عن الأجواء والطموحات وغياب الصراعات والتيارات الشرفية المتنازعة على المشهد الأهلاوي خلاف ما كان عليه في الوحدة، فالرئيس الجديد سيقود أحد الأندية التي تتمتع بأجواء إيجابية للغاية، الأمر الذي يحفز على النجاح مدفوعاً بدعم شرفي يقوده الأمير خالد بن عبدالله، لكنه سيجد نفسه أمام ضغوطات أكبر بكثير من تلك التي عاشها في الوحدة، طالما ظلت الجماهير الأهلاوية تمني النفس برؤية فريقها يعتلي منصة التتويج محملاً بذهب بطولة الدوري، وهي البطولة التي ظلت عصية على الأهلي لثلاثة عقود، وكان "الراقي" قاب قوسين أو أدنى من الظفر بها في غير مرة آخرها الموسم الفائت. كشف الزويهري في حديثه عن أمور عدة، أهمها الحماسة الكبيرة من أجل الارتقاء بناديه، إذ بدا واضحاً أن الشاب القادم من مكة مستعد لدفع مهر تحقيق البطولات وهو يتحدث عن استعداده لضخ مايقارب ال مليون ريال، غير أنه بالغ كثيراً حين أكد غير مرة على سعيه لتحقيق كل البطولات، وهو أمر صعب يحتاج لمجهودات مالية وفنية كبيرة للمنافسة على أكثر من جبهة، قبل أن يتراجع ويؤكد تركيز إدارته على البطولات المحلية، في حين فاجأ القائد الجديد المتابعين وهو يعلن عن الرقم الحقيقي لعقد رعاية الأهلي والذي بلغ أكثر من مليون ريال بقليل، خلاف ماتردد من أرقام فلكية بعد توقيع العقد، في خطوة مهمة تكشف عن أن الرجل يتعامل مع أوضاع ناديه بشفافية عالية، وفي المقابل لم يعطِ الرئيس أي انطباع عن معرفته بقضايا ناديه الساخنة، إذ علاوة على عدم التقائه بلاعبي فريقه لم يكشف عن أي تحرك من قبل إدارته إبان ترشحها أو حتى بعد تنصيبها لحل قضية الحارس عبدالله المعيوف. ربما يجد الأهلاويون ضالتهم بالزويهري، فهو شاب طموح وأبدى استعداده للضخ المالي، ناهيك عن تواجد عدد من رجال الأعمال معه في الإدارة، لكن الرجل بحاجة ماسة لأن يكون على تماس مباشر بالخبراء بالشأن الأهلاوي فنياً وإدارياً على الأقل في عامه الأول حتى يشتد عوده وإدارته خصوصاً وأنه يأتي بعد موسم كان الأهلي فيه على مقربة من تحقيق حلم جماهيره، ما يعني أن الطموح والأحلام المشروعة لا تزال قائمة في المدرج "الأخضر" الذي يتطلع لأن يجد القائد الذي يستعيد من خلاله النادي أمجاده.