أوعز مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية القاضي ،صقر صقر، إلى جميع قادة الأجهزة الأمنية في الشمال، لتزويده بأسماء المشاركين في الأعمال الحربية والعسكرية الجارية في طرابلس، تمهيدا لإصدار مذكرات توقيف في حقهم. وقد تراجعت وتيرة الاشتباكات في باب التبانة السنية وجبل محسن العلوي في طرابلس صباح أمس بشكل كبير وملحوظ، مع سماع أصوات الأعيرة النارية المتفرقة ورد عناصر الجيش اللبناني على مصادر النيران، إضافة إلى تسييرها دوريات مؤللة عند الخط الفاصل ومداخل المدينة. وأفيد أن الحصيلة الأولية للاشتباكات منذ منتصف ليل أول من أمس وحتى أمس 12 جريحا. وكانت المدينة شهدت مواجهات ضارية وعنيفة بين المسلحين على محاور القتال ووصلت القذائف إلى عمق المدينة لا سيما مستديرة أبو علي- الغرباء- الزاهرية- شارع المئتين- الثقافة- باب الحديد والمناطق المحيطة بها مما دفع ببعض أئمة المساجد الطلب من السكان النزول إلى الطوابق السفلية أو إلى الملاجئ. وسجلت عمليات نزوح إلى خارج المدينة. وعدّ رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة أن الوضع في طرابلس وصل إلى مرحلة لم يعد يستطيع اللبنانيون ولا الطرابلسيون أن يتحملوه، مشيرا إلى أن هناك ممن يعمل عند بعض الخارج يحاول أن يبقي طرابلس مدينة مشدودة وجرحاً نازفاً يستطيع أن يستعمله من يريد أن يدخل الفتنة إلى المدينة ومن أجل الإيحاء بأن هناك عناصر متشددة في لبنان، وأنها تحاول أن تغير من طبيعته. وشدد السنيورة خلال جولة له على عدد من المشاريع الإنمائية لمدينة صيدا أمس، على ضرورة أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في طرابلس وأن لا تتحدث بعد الآن عن خطط لا تنفذها وإنما أن تضع الخطة وتنفذها، معتبرا أنه ليس هناك من غطاء على أي أحد في أي منطقة من طرابلس. وأضاف: "هي صرخة نطلقها من صيدا بالنسبة لطرابلس وأيضا بالنسبة لصيدا، لم يعد هناك أمر يمكن أن يتحمله اللبنانيون بأنه اليوم نضع خطة وغدا نضع خطة، وكل يوم يظهر عجز الدولة"، مضيفا "لا أحد يقول نريد غطاء من هنا وغطاء من هناك لا يوجد غطاء على أحد من قبل أصحاب حملة السلاح فلتتحمل الدولة مسؤوليتها".