×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تلزم المطابخ وقاعات المناسبات بالتعاقد مع جمعيات حفظ النعمة

صورة الخبر

إيجة أ ف ب يحاول 3 سوريين، معارِضٌ للنظام ومؤيدٌ وكردي، تجنُّب بعضهم بعضاً على متن عبَّارة للاجئين في بحر إيجة، على الرغم من أن وجهتهم واحدة وهي المجهول. والتقى جلال، البالغ 38 عاماً والمتحدِّر من مدينة درعا التي شهدت بداية الحراك ضد بشار الأسد، مؤيدين للنظام خلال رحلة الهجرة الخطيرة من تركيا إلى جزيرة كوس اليونانية التي تعدُّ معبراً إلى أوروبا. لكنه لا يحاول الدخول معهم في نقاشاتٍ سياسية لعلمه بتباين الآراء. ويعتقد جلال، الذي يتحدث التركية بطلاقة، أنه «حتى لو انتهت الحرب السورية اليوم، فإن الأمور بحاجة إلى سنوات لتعود نسبياً إلى طبيعتها»، لافتاً إلى محاولته التوجُّه من جزيرة كوس إلى ألمانيا للعمل هناك في أوساط جالية تركية كبيرة «لحين الحصول على أوراقي القانونية». وتدمع عينا جلال، حيث يرفع قميصه لتظهر آثار إصابة بالرصاص، ويروي: «شقيقتي قُتِلَت برصاص قناص في جيش النظام، حينما كنت أحاول إنقاذها من الحي الذي تسكنه إذ كان يتعرض لهجوم في عام 2012، أُصِبتُ أنا كذلك لكني نَجوت». أما طوني (40 عاماً) فيتحدَّر من حمص الواقعة حالياً تحت سيطرة النظام، وهو يخطط أيضاً للذهاب إلى ألمانيا، حيث يأمل في وجود فرصة عمل سريعة. وعلى متن العبّارة المتجهة إلى اليونان؛ تلتقي نظرات طوني وجلال للحظات ليستديرا بسرعة لعلمهما بتأييد كل منهما طرفاً في الحرب. ويتذكر طوني معاناة زوجته من حالة رعب دائم «بين تفجيراتٍ بالسيارات ومسلحين يقصفوننا طيلة الوقت». وبالنسبة له؛ لا أحد في سوريا يقبل الآن بالطرف الآخر. وعانت حمص، التي كانت توصف بـ «عاصمة الثورة»، كثيراً من الدمار والعنف خلال الحرب الدموية. وبين المهاجرين؛ شابٌ سوري ثالث هو نشيرفان الذي فرَّ من مدينة القامشلي (شمال شرق) لأنه لا يريد أن يصبح رهينة للحرب. وبالنسبة له؛ فإن «كل طرف يريد أن يُجنِّدَك لصالحه، يتم تجنيدك من قِبَل جيش النظام أو وحدات حماية الشعب الكردية». ويبدو جلال مستعداً خلال رحلة الهجرة للاستماع إلى ما لدى نشيرفان، لكن التوتر يسيطر عليهما فور التطرق إلى المسألة الكردية. ويقول نشيرفان، الكردي البالغ 20 عاماً، إن «حلمنا لمئات السنوات كان إنشاء دولة كردية مستقلة»، فيما يجيبه جلال بغضب «لماذا لم تنتظروا حتى يسقط النظام لتطلقوا نداءكم؟». يغادر نشيرفان مبتعداً لينضم إلى الأكراد الموجودين في العبَّارة التي تشهد أيضاً مظاهر فرحٍ بعيدة عن أجواء الغضب. فعلى متنها؛ توجد رنا الدمشقية التي تزوجت الأسبوع الماضي من شابٍ فلسطيني كان من اللاجئين في بلادها. تعارف الاثنان في بادئ الأمر عبر الإنترنت، وكانا من مؤيدي الثورة، على الرغم من أنهما لم يكونا يوماً ناشطين. وتعد رنا (26 عاماً) أن «الثورة فشلت، لأن الشعب لم يكن موحداً»، وتؤكد أنها لم تعد مع أي من الطرفين «فما أريده فقط هو المستقبل». ولما وصلت العبّارة أخيراً إلى أثينا؛ نزل منها اللاجئون ليأخذ كل منهم طريقه. وصعد طوني وأصدقاؤه إلى حافلة تنقلهم إلى مدينة ثيسالونكي التي يريدون التوجُّه منها إلى الحدود مع مقدونيا في رحلة جديدة إلى ألمانيا. وهم ليسوا على علم بإعلان مقدونيا حالة الطوارئ وبعمل قواتها على إغلاق الحدود أمام المهاجرين. ونزلت رنا وزوجها محمد في فندق ليستريحا قبل الذهاب إلى كوبنهاغن، حيث يقيم الزوج، أما جلال فاضطر إلى الانتظار في أثينا لحين وصول أموال سيرسلها أقرباء له ليكمل طريقه. وأثناء جلوس جلال في مقهى في ميدان أومونيا؛ مرَّ رجل سوري يعمل مهرباً على الأرجح وسأله «أتذهب الى مكان؟ أستطيع أن آخذك حيث شئت». وفي القهوة؛ توجد لافتة كُتِبَ عليها بالعربية فقط «مكتب للسياح إلى ثيسالونكي اليونانية ومقدونيا مقابل 60 يورو (67 دولاراً)».