* تراجعت علاماتها المدرسية بعد أن كانت من المتفوقات.. استدعتها المديرة بالمدرسة لتسألها عن سبب تأخرها وغيابها المتكرر.. ظلت الفتاة صامتة والدمعة تترقرق في عينها.. ترفض التحرر من زنزانة الأحزان.. أعادت المديرة سؤالها برقة وحنان.. وأجلستها أمامها لتعرف قصتها.. أجهشت الفتاة بالبكاء.. وأخذت وعدا من مديرتها أن لا تخبر أحدا بما ستقول.. قالت.. أمي تجعلنا نسهر طويلا كل ليلة أنا وأختي.. وتحضر رجالا إلى المنزل.. وترغمنا على مجالستهم.. فكنا نهرب منها ونحبس أنفسنا داخل غرفتنا.. وفي مثل تلك الظروف يصعب علينا النوم أو المذاكرة.. قالت لها المديرة.. دعيني أعالج المشكلة بطريقتي دون ذكرك أو الإشارة إليك.. فوافقت الفتاة.. اتصلت المديرة بالشرطة.. وأخبرتهم عن المنزل المشبوه.. فداهمت الشرطة.. منزل والدة الفتاة.. (الوالد متوفى).. في الساعة المحددة وفوجئوا بوجود مجموعة من النساء يؤدين الصلاة.. والدعاء.. والذكر.. وقراءة القرآن.. على سجاجيد صلاة مفروشة على أرض الغرفة الواسعة. وحين أخبروا المديرة بما حدث واتهموها بالبلاغ الكاذب.. استدعت الفتاة وهي غاضبة ومعتقدة بأنها كذبت عليها.. استغربت الفتاة كثيرا وسألت مديرتها.. كيف رأيتم ما حدث وأخبرتها بمداهمة الشرطة.. عندها هدأت الفتاة.. وقالت بالطبع ستجدون سجاجيد وجلسات دينية، فهذا ما تفعله أمي حين يخبرونها بأن الشرطة قادمة.. عندئذ.. قامت المديرة بتغيير خطة الضبط والقبض والإحضار.. وبالفعل تم القبض على الأم.. وتم وضع الابنتين في دور الرعاية.. تحسنت أحوال الفتاة.. وعادت إلى تفوقها واجتهادها.. وتخرجت بمعدل الامتياز! * همسة: أبو القاسم الشابي: (ليتني كنت كالسيول إذا سالت ... تهد القبور رمسا برمس ليتني كنت كالرياح فأطوي ... كل ما يخنق الزهور بنحسي ليت لي قوة العواصف (يا أمي)... فألقي إليك ثورة نفسي إنني ذاهب إلى الغاب (يا أمي) ... لأقضي الحياة وحدي بيأس)