يستحق دولة الرئيس تمام سلام جائزة نوبل للصبر السياسي على ما يجري في لبنان من أزمات وكبوات أثقلت كاهل كل اللبنانيين.. صبر تجاوز حدود الصبر على التعطيل الحكومي والشغور الرئاسي.. عطل «المعطلون» جلسات الحكومة وما زال سلام صابرا.. صعدوا تخريبهم إلى أن استخدموا النفايات في الحرب السياسية وما زال سلام يعمل بسلام.. استخدموا الشوارع ــ كعادتهم ــ ولم ينفد صبر سلام.. أرادوا تركيع لبنان عند رغباتهم؛ لأنهم لم يعتادوا على لبنان المستقر والسيد البعيد عن سياسة المحاور.. وما زال ابن السياسي المعروف صائب سلام متسلحا بعقيدة «من أجل لبنان». منذ مايو (أيار) 2014 يحاول لبنان التخلص من قيد الفراغ الرئاسي دون جدوى، حتى جرى تكبيل منصب الرئيس بشخص واحد على مبدأ «إما أنا أو الخراب».. لم ينته لبنان من معضلة الرئيس حتى دخلت معضلة التعطيل.. إنها حرب لي الذراع على حساب سيادة الوطن والحكم الرشيد. من يصبر على حرب حزب الله في سورية.. من يصبر على جر لبنان إلى الخراب.. ومن يصبر على عناد «الجنرال» عون وشهوته للرئاسة رغم أنف اللبنانيين.. حاول لبنان النأي بنفسه من جحيم سورية، فوجدوا حزب الله في قلب النار وحيدا هاربا من البيت اللبناني.. دولة الرئيس سلام، قل لنا ما هي حدود صبرك!؟.. هو لبنان الذي نعرفه لم يتغير بعد، صغير في حجمه، كبير في أزماته وصراعاته.