×
محافظة المنطقة الشرقية

اقرأ كتاباً لكي تكون مواصلاتك مجانية

صورة الخبر

•• إنه واحد من أولئك الفتية الذين دبغوا حياتهم بالمعرفة وغرسوا عيونهم في المطالعة.. اعطاه التصاقه بوالده بعداً آخر في تكوينه.. بما كان يمثله والده من فكر ضمن “مجايلية” وكلهم أصحاب فكر ورأي يلتقون على مائدة – الأدب – في زمن لا يوجد فيه غير الكتاب منفذاً.. كانوا من الرعيل الأول الذين كان الكتاب عندهم له أهميته وكانوا يتسابقون في قراءة الكتاب ونوعيته. كانت مكة المكرمة أيامها مدينة الفكر المشع بتلك الكوكبة التي كانت تعيش فيها وكانوا خليطاً من جميع مدن المملكة كون مكة هي المرتكز التي يلتقي فيها الكل بحثاً عن العلم والارتشاف من منابعه. في هذا التكوين الثقافي عاش واستطاع أن يلتقط ما يثريه من قيم ومعرفة في صرامة.. دون اغفاله لما يدور حوله في المجتمع من – مباسطة – لكثير من الالعاب.. حيث كان لكل لعبة – موسمها – كان لا يخلط بين ما يكتسبه من نقاشات تدور في منزلهم بين أولئك الكوكبة من أهل العلم والمعرفة.. وبين ما يقوم به مع لدانه من اللهو المحبب اجتماعياً زاده ذلك اصرار على الذهاب الى حلقات بعض الدروس في حصوات الحرم وهو يشاهد أكابر العلماء في حلقاتهم كان يشعر في داخله بقيمة كل واحد منهم فيسكن في قلبه احترامه ويعطيه قيمته التي كانت ديدن كل اقرانه.. تجاه هؤلاء العلماء الذين كانوا يشكلون بحلقات دروسهم في حصوات الحرم منابر علم ومعرفة لا يعرفون غلواً ولا تهاوناً.. كانوا أرباباً للوسطية التي كان ينعم بها المجتمع.. في حياته حتى سكنت الطمأنينة النفوس وذابت كثير من الفوارق وعاش الكل في هدوء نفسي عجيب.. إنه الزمن المليء بكل خطرات الأمن والامان. *** عند ذهابه لاكمال تعليمه في القاهرة كان قد تفتحت مداركه الفكرية انعكس ذلك فيما كان يبعث به من مواضيع لها موضوعيتها لتنشر في “البلاد” كان ذلك اقراراً لما كان قد تشربه منذ يفاعته في مكة.. وكانت القاهرة الشرارة التي قدحت ذهنه فاضاءت له الطريق رغم كل مظاهر الابهة في مصر التي احاطت به.. لم تغيره كثيراً.. بما لديه من ميزة المحافظة على ما يؤمن به من قيم فأعطته دراسته للقانون القدرة بأن يرفع صوته مدافعاً ومنافحاً إذا ما أحس أن هناك خدشاً أو فاحش من القول حدث أمامه يفعل ذلك بكل عنف مع تملكه لخصلة واضحة لديه وهي اعطاء المقابل له عذراً فيما ذهب اليه وتلك ميزة مكتسبة لديه كأنه يؤمن بتلك الحكمة التي تقول: رأي صحيح يقبل الخطأ ورأيه خطأ قد يقبل الصح. حتى أطلق عليه أحد مجايليه – بحكيم الشلة – بما يمتاز به من تحكيم العقل فيما يطرح أمامه من قضايا حتى “انفعاله” الذي يبدو عليه أحياناً يكون منشأه ذلك الايمان العميق لديه بالاعتزاز بموقفه وتلك احدى خصاله. هو صاحب رؤية تقترب كثيراً من الواقع الذي يعيشه ويحلم أن يعيشه مجتمعه اللصيق به نزاعاً في عمله الى المصالحة.. عند دخوله بحكم عمله في القضايا بين المتخاصمين – الصلح – الذي يراه الأفود والأنجع للملمة أي تشاحن من نفوس المتخاصمين. ألم يقولوا الصلح خير.. هذا هو الذي يؤمن به المحامي المستشار الاستاذ محمد عمر العامودي سلمه الله.