نجحت دراسة علمية حديثة في حفظ رطب البرحي طازجاً حتى خمسة أشهر من خلال تخزينه داخل غرف خاصة يمكن التحكم في برودتها ونسب الغازات داخلها بما يسمى بتقنية الاجواء المتحكم بها، بينما لم يستمر حفظ الثمار في غرفة التبريد القياسية أكثر من أربعة أسابيع. وأوضحت الدراسة التي قام بها الدكتور عبدالله بن محمد الحمدان من جامعة الملك سعود، وحملت عنوان "استخدام تقنية التحكم في غازات وسط التخزين لإطالة العمر التخزيني لرطب البرحي على مستوى تجاري"، أن الثمار حافظت على جودتها بنسبة تفوق 90% في نهاية الشهور الثلاثة الأولى من التخزين. وبينت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن الخواص الغذائية والجودة لم تتأثرا كثيراً بفترة التخزين، رغم استمرار العمليات الحيوية للثمار في حدها الأدنى، حيث تبين من التقييم الحسي تقبل المستهلكين لرطب البرحي المخزن بنسبة عالية حتى بداية الشهر الأخير من التخزين، كما لوحظ انخفاض بسيط في محتوى الرطب من مضادات الأكسدة أثناء التخزين. وأفادت الدراسة أن نسبة السكريات الأحادية والثنائية زادت مع فترة التخزين كنتجية طبيعية للنشاط الإنزيمي للرطب، ولم تحدث تغيرات واضحة في محتوى الرطب من الفينولات أو الأنثوسيانين ولم يكن لها تأثير على نشاطها المضاد للأكسدة. وأوصت الدراسة بالاستفادة من نجاح تقنية الأجواء المتحكم بها، في إقامة مشاريع تجارية لحفظ ثمار البرحي أو غيره من الأصناف ذات الطعم المشابه في مرحلة نضج الرطب سواء على مستوى التجار أو المزارعين وتوفيره خارج الموسم بأسعار تحقق الربحية للمستثمرين وتسهم في تنمية اقتصاد الوطن. وطالبت الدراسة بوضع برنامج متكامل للجودة الشاملة للبرحي الطازج، تشمل عمليات ما قبل الحصاد وبعدها، وعملية التبريد والتخزين والتدوال والعرض المناسب لحين وصولها للمستهلك وإرشادات تناولها. يذكر أن المنطقة الوسطى تمثل مركز الثقل في إنتاج البرحي على مستوى المملكة، حيث تنتج الرياض نحو ثلث إنتاج المملكة بينما تنتج القصيم أكثر من نصف إنتاج المملكة من هذا الصنف، كما أن متوسط استهلاك الأسرة من بلح البرحي 7.5 كيلوجرامات، قيمتها 48 ريالا خلال موسم الإنتاج، وتشكل الأسر المستهلكة للبرحي الطازج حوالي 40% من أسر العينة المدروسة.