الكمال لله تعالى، وعرف الإنسان بالنقص، والضعف، والنفس الأمَّارة بالسوء، ويحاول الإنسان إصلاح نفسه، لكنه لم ينجح في كل الأحيان، وتحت قوانين عالم القوة، يستفيد الخصم الحصيف من نقاط الضعف عند خصمه، لينفذ من خلالها. يُحكى أن أسداً كان يركض وراء فريسته، وطاردها حتى دخلت وادياً مسدوداً، فأيقن بوقوعها بين مخالبة، ولكن فجأة في آخر الوادي، ظهرت هاوية، فقفزت وهي تنجو من الموت المحقق للطرف الثاني، من الوادي السحيق، ونجت، عندها توقف الأسد بحسرة، وهنا ظهر الثعلب قائلا: سيد الغابة يقف بجلالة قدره؟ أنت أقوى منها، وأنت البطل، وقفزتك القوية ستأخذك أبعد منها، ليس عندي أدنى شك في ذلك، فغلي الدم في عروق الأسد، وجمع قواه ليقفز، ولكن المسافة كانت أبعد، فسقط في الجرف السحيق ميتاً. السؤال كيف تكتشف هذه الثغرات؟ الأول من خلال دقة المراقبة، يقول زهير بن أبي سلمى في معلقته» وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ، وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ» يقول عالم النفس فرويد: ليست هناك خصلة تظل سرية عند الإنسان، إذا صمتت شفتاه، فإن حركات أصابعه سوف تكشفه، وريح الخيانة سوف تفوح من بين مسام جلده. الثاني، راجع تاريخ الطفولة، فهو يقول الكثير عن الرجولة، فالماضي يصنع الشخص، ويؤثر في سلوكياته عندما يكبر. الثالث، الناس تعرف بالأضداد، فالخجول يعشق البروز، والذي يضرب صدره ويقول أنا لها، الأكثر جبناً، والصامت يتطلع للمغامرات. الرابع، تعرّف من هو صانع القرار في الخفاء، فهو الحلقة الأضعف لتخترق الخصم. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الثالث والثلاثون، سياسة ليّ الذراع، كل خصم له عورة، وله فجوة، وله هفوة، وله ثغرة في قلعته التي يتحصن داخلها، ابحث عنها، وامسك بها، واخترقها لتتفوق.