×
محافظة المنطقة الشرقية

يوفنتوس يقترب من ضم ايارامندي

صورة الخبر

إن الضالين لهم أهداف مرسومة، وخطط تكتيكية، تريد الوصول إلى إرهاب المجتمع المسلم، وتفكيك وحدته، والتغلغل في مفاصله، وزرع الخوف في نفوس أهله، وانكسار الشعور بالأمن والأمان الذي تتمتع به البلاد السعودية. حظيت مقالتي في الأسبوع الماضي (المجتمع الجديد.. ما الذي حصل.؟)، بردود أفعال إيجابية، تؤيد ما ذهبت إليه من ضرورة دراسة وتحليل ظاهرة تفجير الشباب لأنفسهم في المساجد، المقالة كانت تقرأ المشهد الجديد لشباب سعوديين في عمر الربيع يتم إقناعهم بتفجير أنفسهم في المساجد المكتظة بالمصلين، وفي فهمهم القاصر أن هذا طريقهم السريع للوصول إلى الجنة. من يقف وراء هذا الفكر الإجرامي؟ ندرك جيدا أن من يقف وراءه هم جماعة من الضالين المضلين،استطاعوا الوصول إلى عقول هؤلاء الشباب بحجة الجهاد الإسلامي، والحقيقة غير ذلك، وكانت الأسئلة المطروحة في المقالة السابقة عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، فالعقل لا يصدق اتهام المدارس والمعاهد والمنابر والمناهج، والمعلمين، وبقية العوامل المشتركة التي يتم تداولها بشكل يومي في الجلسات الخاصة، لأن الغالبية العظمى الذين تتلمذوا فيها ودرسوا نفس المناهج لم يتأثروا بهذا الفكر، بالتأكيد هناك مؤثرات أخرى استطاعت أن تعمل على غسل عقول أولئك الشباب وترمي بهم في حضن الخطيئة، ليقوموا بأعمالهم الإجرامية عن عقيدة راسخة بأن طريق الجنة يمر فوق جثث القتلى في المساجد، كيف حصل هذا؟ ومن أين لهم هذه العقيدة؟. على صفحتي في «فيسبوك» ردود قوية وأفكار جيدة، في أحد تلك الردود يذكر الأديب الحسن آل خيرات، ما نصه: ( لم يحدث أن وضعت كفي على قلبي وأنا أستمع للمتحدث الرسمي وهو يتلو أسماء خلية إرهابية ما، خوفا من أن يكون أحد الجازانيين ضمنها.. وتنتهي القائمة تلو القائمة ولا يحضر أحد.. هذه الظاهرة المشرّفة لا تأتي من فراغ، هل هو سبب واحد؟ أم هي حزمة أسباب تصنع هذا النموذج القوي من المواطن في جازان؟! محاضن التعليم المتهمة بالاختراق وعوامل البطالة والتقنية والفراغ وبقية المؤثرات هي نفسها في كل المناطق بما فيها جازان فلماذا يغيب تأثيرها هنا ويحضر وبقوة هناك؟ ليست مناطقية ولا عنصرية ولا انحيازا حين أقول إن الشباب الجازاني نموذج وطني يجب أن يحتذى به فهذا الواقع المشرف الذي من حقنا الفخر به ومن واجبكم كإعلاميين لفت الانتباه إليه وحث المسؤولين وعلماء المجتمع على الكشف عن أسباب صناعته وتعميمها على جهات الوطن ليعم الأمن بعد حفظ الله وإخلاص وتضحيات رجال الأمن ولك خالص الود). الرسالة منطقية والتساؤل مشروع، وحب الوطن والدفاع عن شبابه أمر واجب ومشروع، وبالفعل نجد أن الأمر ملموس ففي كل التفجيرات والجرائم المتلاحقة لا يوجد بينهم شاب واحد من هذه المنطقة الجنوبية (جازان). بالتأكيد هناك مناطق أخرى بريئة من هذا الفكر الضال، فالمملكة على امتداد رقعتها الجغرافية، لا يوجد بها إلا فئة قليلة من المعتوهين، يسهل الوصول إليهم واحتواؤهم، والمساهمة في توعيتهم من خلال المنابر التي ترفض الأعمال الإرهابية، وهناك شباب آخرون في مختلف أنحاء البلاد لم يتأثروا بهذا الفكر الإجرامي، وهم السواد الأعظم الذي سلم من تأثير المحرضين، وهم دعامة أساسية قوية لأمن الوطن، والدفاع عنه والتضحية من أجله، وهذا ينفي التهمة عن المدارس والمناهج والتربية، وعن كل العوامل الجمعية التي تشرف عليها الإدارات الرسمية أو المدنية، ويقودنا ذلك إلى السؤال عن العوامل الأخرى التي بإمكانها أن تؤثر في المجتمع سلبا، ما هي هذه العوامل؟ وكيف تمكنت من الوصول إلى عقول الشباب وتضليلهم؟ وكيف يمكن السيطرة عليها؟ وكيف نرأب هذا الصدع؟ الذي تسبب في صداع مزمن؟ إن الضالين لهم أهداف مرسومة، وخطط تكتيكية، تريد الوصول إلى إرهاب المجتمع المسلم، وتفكيك وحدته، والتغلغل في مفاصله، وزرع الخوف في نفوس أهله، وانكسار الشعور بالأمن والأمان الذي تتمتع به البلاد السعودية. كانت أيديولوجية تجنيد الشباب في (القاعدة) تعتمد على العاطفة الدينية، وتكريس أهمية الجهاد ضد الأعداء اليهود والنصارى، من منطلق (وأعدوا لهم )، و (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى)، واستمرت هذه الأيديولوجية في تجنيد الشباب وانضمامهم إلى الجماعات الدينية المتطرفة، ومن ثم تكليفهم بالأعمال الإرهابية، التي توالت أحداثها حتى الحادي عشر من سبتمبر، وتم القضاء على نشاط القاعدة الرئيس وتتقسم بعد ذلك إلى عدة فروع في عدد من الدول الفقيرة، وما تفعله (داعش) الآن من تجنيد للشباب هو ذات الفعل الذي كانت تقوم به القاعدة منذ إنشائها، وما تطبقه جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية، وغيرها من التيارات والجماعات سواء كانت دينية أو فكرية متطرفة ضمتها قائمة طويلة تم تصنيفها واعتمادها في العام 2014م كمنظمات إرهابية..