في ظل ازدياد الشكاوى من الأضرار التي تخلفها شجرة الدمس التي تستخدم لتزيين الشوارع، بدأت هيئة مياه ولاية الخرطوم حملة مضادة لمكافحة الشجرة التي جُلبت من الخارج، وذلك لما خلفته من أضرار على البنية التحتية لخطوط المياه والصرف الصحي وأسس المنازل. وزرعت الدمس في معظم ولايات السودان رغم استهلاكها كميات كبيرة من مياه الشرب المخصصة عبر نفاذ جذورها إلى أنابيب وتمديدات المياه. ويتساءل كثير من المهتمين عن الفوائد والأضرار الحقيقية للشجرة التي تعتبر إحدى أشجار الزينة في البلاد. وكانت الحكومة قداستوردت الشجرة إلى البلاد في العام 1997، قبل أن تعود للبحث عن إيجاد سبل لمكافحتها كما حدث بالنسبة لشجرة المسكيت التي استوردت وزرعت مجانا لتستولي على غالب الأراضي الخصبة وتفشل الحكومة في مكافحتها رغم دفعها ملايين الدولارات. أضرار متعددة ووفق الهيئة العامة للمياه بالخرطوم فإن أضرار الشجرة تشتمل على اختراق التوصيلات وتخريب الأنابيب الناقلة للمياه وإغلاقها، فضلا عن اتهام المواطنين لها بتخريب أسس المنازل وإغلاق تمديدات الصرف الصحي بالأحياء السكنية. " محجوب أحمد اعتبر أن الدمس مثل أي شجرة أخرى لها فوائد ومضار، مشيرا إلى أن فوائدها أكثر من مضارها التي يتحمل مسؤوليتها المواطن لعدم إدراكه لطبيعة واحتياج الشجرة " وبحسب خبراء فإن السودان يحوز على عدة أنواع من شجرة الدمس، مشيرين إلى أن أكثرها انتشارا هو نوع الدمس السعودي الذي وجد إقبالا كبيرا من المواطنين لسهولة زراعته وسرعة نموه وانخفاض سعره. لكن خبراء في مجال الزراعة والغابات اختلفوا بشأن الأضرار التي تسببها شجرة الدمس. ففي حين اعتبر فريق منهم أن افتقاد المواطن للوعي الكافي بطبيعة الدمس واحتياجاتها ربما يتسبب بتلك الأضرار، رأى فريق آخر أن استجلاب هذه الشجرة إلى البلاد رغم شراهتها للمياه من الأخطاء الكبيرة التي يجب تداركها. فوائد ومضار ويؤكد أستاذ الزراعة بجامعة أم درمان الإسلامية محجوب أحمد محمد أن الدمس مثله مثل أي شجرة أخرى لها من الفوائد والمضار، مشيرا إلى أن فوائدها أكثر من مضارها التي يتحمل مسؤوليتها المواطن لعدم إدراكه لطبيعة واحتياج الشجرة. وأوضح للجزيرة نت أن لشجرة الدمس احتياجات محددة من المياه "لن تبحث عنها في تمديدات مياه الشرب والصرف الصحي"، داعيا إلى اختيار المكان المناسب لزراعتها مع ريها بانتظام. وعدد فوائد الشجرة التي أجملها في سرعة نموها على أية أرض واخضرارها طوال العام، مع عدم تساقط أوراقها وقابليتها للتزين والتشكيل "وذلك ما يميزها على غالب الأشجار المزروعة في السودان"، بجانب مقاومتها لملوحة الأرض مما يغري باستخدامها في استصلاح الأراضي للزراعة. وأضاف أن الدمس لا تختلف عن بقية الأشجار الأخرى في استهلاك المياه، مبديا خشيته من الحكم عليها بشكل جائر". أما أستاذ علوم الغابات بجامعة بحري طه طلعت عبد الماجد فيعتقد بصحة الاتهامات الموجهة لشجرة الدمس، مشيرا إلى ما أحدثته من أضرار على البنية التحتية لخطوط المياه والصرف الصحي. ميرغني طالب بوقف زراعة الدمسواستبدالها بأنواع أخرى أكثر ملاءمة(الجزيرة نت) طرق غير رسمية وأكد للجزيرة نت أن الدمس السعودي لم يدخل السودان بطرق رسمية "بل لم يحصل على الموافقة من أي جهة بحثية حكومية"، لافتا إلى خطأ استيراده وانتشاره العشوائي، بحسب قوله. وتساءل عن جدوى زراعة الدمس في ظل وجود بدائل مجربة من البحوث الزراعية والغابية، داعيا إلى التخلص من الشجرة السعودية قبل أن تتفاقم أضرارها البيئية والمادية. أما الهيئة القومية لغابات السودان -الجهة المعنية بدخول مختلف الأشجار بعد إخضاعها للبحث والتجربة- فقد نفت مسؤوليتها عن دخول الدمس السعودي وانتشار زراعته في المنازل والميادين والحدائق العامة بالبلاد. وطالب مديرها العام عبد العظيم ميرغني في تصريحات صحفية بوقف زراعة أشجار الدمسلتفادي مزيد من الأضرار التي تحدثها، داعيا للالتزام بضرورة اختيار أنواع شجرية أخرى أكثر ملاءمة للحدائق المنزلية. وأوصى زارعي الشجرة بتشكيلها للحد من نمو مجموعها الخضري، وبالتالي السيطرة على نمو المجموع الجذري، داعيا الراغبين في زراعتها إلى عمل ذلك بعيداً عن خطوط خدمات المياه والصرف الصحي.