تعلم الفراعنة السحر وبرعوا فيه.. وما زلت أكرر هذا السؤال: هل ما زال لسحر الفراعنة مفعول حتى الآن؟ وهل استطاع الفراعنة أن يمكنوا لسحرهم بحيث يصيب كل من يمس مقابرهم وآثارهم بسوء.. أو ما يطلق عليه البعض لعنة الفراعنة؟ وأؤكد بعد سنوات طويلة من العمل في الاكتشافات الأثرية، دخلت خلالها إلى مقابر لم تطأها قدم إنسان منذ أن دفن أصحابها.. أن المصريين القدماء قد احتاطوا لرحلتهم الأبدية بأنواع مختلفة من السحر، فكثيرا ما نرى على جدران المقابر نصوصا لا تعطي معنى مفيدا ولكنها بلا شك نصوص سحرية وضعت لهدف معين هو حماية المقبرة وصاحبها.. وقد تكون هذه الكلمات السحرية قد فقدت طاقتها السحرية بعد أن اندثرت اللغة والكتابة المصرية القديمة، وقد تكون هذه النصوص أيضا لا تزال محتفظة بقدرتها السحرية الكامنة بداخلها! من هذه النصوص ما يعرف بـمتون الأهرام، وهي تراتيل وتعاويذ دينية وسحرية سجلت على جدران حجرات الدفن الموجودة أسفل أهرامات الملوك والملكات منذ عهد الأسرة الخامسة الفرعونية، وتحديدا منذ عصر الملك ونيس، أي منذ نحو 4200 عام. وفي اعتقادي أن الطريق ما زال طويلا لمعرفة ألغاز متون الأهرامات وحلها على الرغم من اكتشافها منذ أكثر من قرن من الزمان.. وبهذه المتون طلاسم كان على الملك حفظها وتلاوتها ليمر عبر بوابات العالم الآخر وينجو بنفسه من الثعابين المتربصة له وكل المخلوقات المفترسة التي تعترض طريقه إلى العالم الآخر. وكان لتمتمة الملك بهذه الطلاسم القدرة على استخدام أشعة الشمس كحبال للصعود إلى السماء.. والغريب أن الطاقة السحرية الكامنة في متون الأهرامات يمكن لمسها من خلال مشاهدة كيفية نحت الكلمات والحروف التي سجلت بها هذه المتون، فعند تصوير الرجل نجد أن الرأس والأطراف لا تتصل بالجزع وكأننا أمام إنسان قطعت أوصاله ورأسه، وكذلك عند تصوير الحيات بمختلف أنواعها نجد أن هناك طريقتين في التنفيذ.. أما عبر نقش جسد الحيات غير متصل بالرأس، وإما نقش الحيات والثعابين وقد سلطت سكينة فوق رأس كل منها. وقد لفتت هذه الطريقة العجيبة التي استخدمت في نقش متون الأهرامات أنظار العلماء والباحثين الذين توصلوا إلى أن الخوف من السحر هو السبب الرئيس لتصوير الأجسام بهذه الطريقة، حيث اعتقد المصريون القدماء أن هذه الكائنات يمكن أن تنقلب إلى حقيقة تنبض بالحياة وتؤذي المتوفى الراقد في تابوته.. ولذلك اعتقد العامة أن هذه النصوص السحرية لا يزال لها تأثير إلى الآن وبسببها مات الكثير من العاملين في الآثار... نقلاً عن صخيفة الشرق الأوسط ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.