×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / تعليم نجران يختتم دورة تدريبية على كيفية التعامل مع برنامج "نور" والجداول المدرسية

صورة الخبر

مما لا شك فيه ان واقع الحال من عدم الاستقرارالذي يتجاذب العالم هذه الأيام يشير الى ان هناك غموضاً كبيراً مثيراً للشكوك، ولعل أبرز معالم هذا الحراك نشر الإرهاب المصحوب بالعمل على إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وترادف ذلك مع أزمات اقتصادية حادة يتمثل بعض منها في عجز الميزانية الأمريكية بسبب الديون المتراكمة والذي يقدر ب (16) ترليون دولار. ينهي كيسنجر تصريحاته بقوله إن الذي لا يسمع طبول الحرب العالمية الثالثة تقرع لا بد أن يكون مصاباً بالصمم. نعم طبول الحرب تقرع بدوافع أمنية واقتصادية واستعمارية وصراع حضارات وتأليب صهيوني وكذلك ما نشاهده في أوروبا من عجوز تهدد القارة العجوز. وفي المقابل نجد أن كلاً من الصين قد شقت طريقها كقوة اقتصادية وعسكرية منافسة وكذلك تعافي روسيا واتجاهها للعب دور أكثر فعالية مما جعل العالم يعود نحو الاستقطاب واحتمالية ظهور أكثر من قطب فاعل فيه وهذا بالطبع لا يروق ولا يناسب أمريكا التي استمرأت تمتعها بلعب دور القطب الأوحد الذي تدور حوله الرحى. هذا من جهة ومن جهة أخرى توصل المخططون الإستراتيجيون في الغرب إلى أن السيطرة على مصادر الطاقة يمهد السبيل للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الدواء والغذاء فإنه يمهد الطريق للسيطرة على الشعوب. وإزاء ذلك ومع بروز أهمية الغاز والبترول الصخري في أمريكا وتمكنها من الاكتفاء الذاتي والاتجاه إلى أن تصبح أكبر مصدر للبترول والغاز في العالم دون منافس تظهر دوافع بأن يتم تحجيم أو تحطيم كل المصادر المنافسة حتى يتمكنوا من التربع على عرش السيادة والتحكم. وهذا بالطبع ربما يشير إلى أن ما يحدث في الشرق الأوسط حالياً لا يعدو أن يكون جزءاً من كل سوف يشهده العالم في المستقبل القريب. وفي هذا الإطار لن يسكت العالم المتضرر من ذلك الحراك الذي يتمدد ويتعاظم وفي مقدمة ذلك كل من الصين التي تراقب الوضع عن كثب وروسيا التي بدأت تعاني من المقاطعة، وحيث إن بوادر التعامل معها تحول من القول إلى الفعل والمتمثل في حصارها ومقاطعتها من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي نتيجة للأزمة الأوكرانية التي تتفاقم مع مرور الوقت، وقد سبق ذلك نشر أمريكا لقواعد الصواريخ في بولندا وتشيكيا على تخوم روسيا بحجج متعددة. أما في الشرق الأوسط فإن العدو الإسرائيلي أصبح أكثر عدوانية داخل الأراضي المحتلة وأسرع وتيرة في عملية التهويد خصوصاً في مدينة القدس وبناء المستعمرات وتكرار الحرب على غزة، ناهيك عن وجود مخابراته النشط في دول الخريف العربي وغيرها وكل ذلك تمهيد لإضعاف تلك الدول للانقضاض عليها بغرض إنشاء إسرائيل الكبرى. إن حدوث حرب عالمية ثالثة يصب في مصلحة إسرائيل حيث يمكنها خلال تلك الحرب تصفية حساباتها مع الدول العربية التي تم بالفعل إضعاف قدراتها العسكرية والاقتصادية والبنية التحتية والفوقية. إن قيام إسرائيل بحرب شاملة ضد الدول العربية وبمساندة إيران خلال حرب عالمية سوف لن يكون له ردود فعل لاختلاط الحابل بالنابل . وهنا لا بد من الإشارة الى تصريحات هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية في عهد الرئيس رتشرد نيكسون لصحيفة ديلي اسكيب اليومية المحلية التي تصدر في منطقة الجالية اليهودية المؤثرة في نيويورك والتي تم نشرها في رقيب نيوز وتناقلتها بعض وسائل الإعلام والتي أكد فيها أن مايجري في الشرق الأوسط والعالم لا يعدو أن يكون تمهيداً للحرب العالمية الثالثة فماذا استقرأنا منها؟ وماذا استنتجنا منها؟ وماذا أعددنا لها؟ أرى خلل الرماد وميض نار يكاد يكون لها ضرام وإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب اولها الكلام. وإشارة الى ان الحرب العالمية الثالثة سوف يكون طرفاها كلا من الصين وروسيا من جهة وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى ويمكن تلخيص تصريحاته التي وصفها كثير من المراقبين بأنها من العيارالثقيل بما يلي: إن الدوائر السياسية والإستراتيجية الأمريكية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل ضمان هيمنة إسرائيل بصورة نهائية على كامل المنطقة من ناحية ومن أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصاً النفط والغاز من جهة أخرى، مؤكداً أن السيطرة على البترول والغاز هي الطريق للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الغذاء والدواء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب. هذا وأكد كيسنجر أن العسكريين الأمريكيين حققوا هذا الهدف تقريباً أو هم في سبيلهم إلى تحقيقه استجابة لما طلب منهم. أكد كيسنجر أن الدب الروسي والتنين الصيني لن يقفا موقف المتفرج بينما أمريكا تمهد الطريق لمسيرتها خصوصاً بعد أن تشن إسرائيل حرباً جديدة بكل ما أوتيت من قوة ضد العرب بعد أن أنهكهم الإرهاب والاقتتال وانشغال العواصم العربية والإسلامية وكثير من الساسة في المنطقة بالنزاعات الهامشية وذلك في سبيل قتل اكبر عدد من العرب تمهيداً لإقامة دولة إسرائيل الكبرى. عندما تستيقظ كل من الصين وروسيا تكون إسرائيل قد احتلت وهيمنت على نصف الشرق الأوسط.. (ولعل ما يحدث الآن في المنطقة يمهد لذلك) وسوف تصبح المهمة حينئذٍ ملقاة على عاتق الجنود الأمريكيين بصورة خاصة والغربيين بصورة عامة. فأمريكا لديها ترسانة عسكرية سرية لا يعرف الآخرون عن فاعليتها شيئاً سوف تستخدم في تلك الحرب، وأن أمريكا سوف تخرج من ركام الحرب منتصرة وقوية مما يمكنها من إنشاء وتشكيل الحكومة العالمية. ينهي كيسنجر تصريحاته بقوله إن الذي لا يسمع طبول الحرب العالمية الثالثة تقرع لا بد أن يكون مصاباً بالصمم. نعم طبول الحرب تقرع بدوافع أمنية واقتصادية واستعمارية وصراع حضارات وتأليب صهيوني تبدأ بالأضعف ثم الذي يليه حتى تصبح الدول الكبرى المستهدفة مثل روسيا والصين في وضع لا يمكنها السكوت عليه على قاعدة "ما دون الحلق إلا اليدين". وبعد فإن الشرق الأوسط قد اشتعل فعلاً وهو منطلق الشرارة بسبب أن ايران تدس أنفها في كل حدب وصوب وروسيا تقف خلفها والحرب في المنطقة حتى الآن لا زالت تدار بالوكالة حيث لكل القوى الكبرى قوى تخدمها وتدفع الثمن ولا زالت شقة الحرب تتسع وتطال أطرافاً أخرى وهي في الطريق الى الانتشار بصورة أكثر وأكبر فهل نعي ذلك ونعي بأننا أحد المستهدفين مما يوجب علينا أن نستعد لصد تلك السيناريوهات من خلال أن نقف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الإرهابية الاستعمارية الصهيونية الفارسية التي كشرت عن أنيابها. بينما لا زال العرب بصورة عامة يعتمدون على الخصم والحكم في حل مشاكلهم. إن المحافظة على الصداقة والتحالف مع الدول الكبرى أمر مطلوب إلى جانب القدرة الذاتية للدفاع عن النفس ذلك أن الخيار الاول غير مضمون، أما الثاني فهو مضمون على قاعدة "ما حك جلدك مثل ظفرك ". وإذا أصبح من الممكن الجمع بينهما فخير وبركة إلا أن الحكمة توصي بأن "نضع يداً بالجال ويداً بالرشاء" كما يقول المثل الشعبي . والله المستعان.