أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، متانة العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على قاعدة الثقة المتبادلة والصداقة المتينة والمصالح المشتركة، والتي سمحت بدورها بإرساء قواعد شراكة قوية بين البلدين الصديقين. مضيفاً أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحافظ على هذا النهج وتعززه بعلاقات متميزة ومتنوعة تخدم القطاعات الاقتصادية والتنموية والتجارية والثقافية والسياسية كافة. جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة ناريندرا مودي، حيث أجرى الطرفان محادثات تناولت علاقات الصداقة والتعاون الثنائي، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ورحبصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بضيف البلاد رئيس وزراء الهند والوفد المرافق لهو خلال اللقاء الذي عقد بينهما أمس في أبوظبي، معرباً سموه عن سعادته بهذه الزيارة، التي تأتي في إطار العلاقات المتميزة والتاريخية التي تجمع دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص الإمارات على تعزيز آفاق التعاون المشترك مع جمهورية الهند الصديقة في مختلف المجالات، لما للهند من مكانة ودور مهم على الساحة الدولية، وما تتمتع به من تطور في المجال الصناعي والتقني. وأعرب سموه عن تطلع دولة الإمارات من خلال هذه الزيارة لتعزيز العلاقات التي تجمع البلدين الصديقين إلى آفاق أكثر طموحاً على المستويات كافة. اهتمام وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن اهتمامكم بزيارة دولة الإمارات هي تعبير صادق عن ما يجمع بلدينا من أواصر الصداقة والتعاون الثنائي المثمر والرؤية المشتركة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ونحن نبادلكم هذا الاهتمام لما تتمتع به بلادكم من موقع مهم في السياسة الدولية والنمو الاقتصادي العالمي. وأكد سموه حرص دولة الإمارات على إعلاء قيم التسامح والتعايش وتشجيع التفاهم والحوار والانفتاح على الثقافات الإنسانية المتنوعة، والسعي لأجل التقارب بين البلدان والشعوب والتعاون فيما بينها. كما أكد سموه أن للهند دورها الأساسي وفاعليتها الدائمة على مجمل القضايا الدولية، وأعرب عن تطلعه لمواصلة الهند دورها مع المجتمع الدولي لحل العديد من القضايا ذات الأهمية لأمن واستقرار وتنمية المنطقة. تطوير التعاون وبحث الجانبان مجالات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها حتى تحقق المصالح الاستراتيجية المشتركة، إلى جانب استعراض مستوى التعاون في جميع المجالات والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها نحو آفاق أوسع وأرحب. وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدور الجالية الهندية ومساهمتها في تنمية قطاعات عديدة في الدولة، وهو ما نكنّ له كل تقدير، مشيراً إلى إسهاماتها المهمة في مسيرة البناء والتطور الذي تشهده الإمارات وتعد امتداداً لعلاقات قديمة بين شبه القارة الهندية والخليج العربي. ورحّب سموه بتفعيل الشراكة الاقتصادية والاستثمارية في قطاعات جديدة، وتوطيد العلاقات الاستراتيجية بما فيها السياسية، وبما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين. ونوه سموه بضرورة العمل على تعزيز التواصل والتنسيق لتطوير البرامج التنموية المشتركة ومناقشة المشاريع الاستراتيجية التي تعزز العلاقات بين الإمارات والهند. وقال سموه إن زيارة رئيس الوزراء الهندي لها أهمية كبيرة ومميزة في ظل حرص قيادتي البلدين على تطوير التعاون المشترك ليرتقي إلى الآفاق الرحبة التي يتطلع إلى تحقيقها البلدان والشعبان الصديقان في مختلف المجالات. مباحثات كما جرى خلال اللقاء تناول مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد الجانبان في ختام مباحثاتهما على الرغبة المشتركة في بناء علاقات أكثر متانة وقوة، وحرص قيادتي البلدين على تطويرها في مختلف المجالات. كما أكدا على أن الأمن والاستقرار مطلبان ملحان في المنطقة حتى تعود عجلة التنمية والتقدم لمسارها الطبيعي، وشددا على أهمية أن يضاعف المجتمع الدولي جهوده الرامية في تحقيق السلام والأمان والتعايش المشترك لدول وشعوب المنطقة، ونددا بالتطرف والعنف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره. حضر اللقاء سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي صقر بن غباش سعيد غباش وزير العمل. ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس بعثة الشرف المرافقة لضيف البلاد، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، واللواء الركن عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من المسؤولين. كما حضره من الجانب الهندي أجيت دوفال مستشار الأمن الوطني والدكتور إس جايشانكار سكرتير وزارة الشؤون الخارجية، وأنيل وادوا سكرتير مكلف ببلدان الشرق بوزارة الشؤون الخارجية، وتي . بي . سيثارام سفير جمهورية الهند لدى الدولة، وفيكاس سوارب سكرتير مشترك إعلام خارجي بوزارة الشؤون الخارجية، وتانغلورا دارلونغ سكرتير مشترك دول الخليج بوزارة الشؤون الخارجية، وفيفيك سريفاستافا مدير مجموعة الحماية الخاصة، وجاويد أشرف سكرتير مشترك لرئيس الوزراء، وسانجيف سنغلا سكرتير خاص لرئيس الوزراء، والدكتور ديباك ميتال مدير مكتب رئيس الوزراء. زيارة رسمية ووصل ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة إلى البلاد عصر أمس في زيارة رسمية للدولة تستغرق يومين. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مقدمة مستقبليه. وجرت لضيف البلاد مراسم استقبال رسمية على أرض المطار. وقد اصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضيفه إلى منصة الشرف، حيث عُزف السلامان الوطنيان للهند ودولة الإمارات العربية المتحدة، بينما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة ناريندرا مودي. واستعرض ضيف البلاد، يرافقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ثلة من حرس الشرف اصطفت تحية له. بعد ذلك صافح ضيف البلاد كبار مستقبليه من سمو الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين، مرحبين بزيارته للدولة، فيما صافح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كبار الوزراء والمسؤولين من الوفد المرافق لرئيس الوزراء الهندي.