مدحت عاصم إسماعيل، ولد في 20 فبراير 1909 بالعباسية/القاهرة هو رائد مصري من رواد النهضة الموسيقية تم تعيينه اول مدير فنى للإذاعة المصرية، أنشأ أول فرقة موسيقية شرقية تابعة للإذاعة واسماها فرقة الراديو، حصل على الكثير من جوائز التكريم كان اخرها جائزة الدولة التقديرية ووسام الاستحقاق من الطليعة الأولـى عام 1978 توفي في 2 فبراير 1989. والده المحامي اسماعيل بك عاصم بن محمد باشا صادق. كان والده اديباً ومترجماً ومؤلفاً مسرحيا وقد ترجم مسرحية توسكا كما كتب مسرحتين غنائيتين لفرقة سلامة حجازي. ووالدته كانت أديبة كذلك تجيد العزف على آلة العود. ومن خلال هذا الجو العائلي الفني ترعرع مدحت عاصم وكانت بداية حياته العلمية في كتاب الشيخ البرامونى ثم مدرسة الحسينية الابتدائية ثم التحق بمدرسة فؤاد الاول الثانوية. ولاشتراكه في المظاهرات ضد الانجليز فصل من المدرسة بعد ذلك الحقته والدته بالمدرسة الالهامية ومنها حصل على البكالوريا ثم التحق بمدرسة الزراعة العليا وسرعان ما تركها واتجه للموسيقى وقد تعلم اصول الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريري وابراهيم القباني وتعلم العزف على البيانو على يد وحيدة صوفي عبدالمسيح كما درس الموسيقى الغربية بمعهد برجرين على يد الموسيقين التشيك والايطاليين واعتاده ان ينشر مقالاته الموسيقية في جريدتي البلاغ والسياسة، وعندما بدأ العزم بانشاء الإذاعة اللا سلكية الحكومية المصرية والتي كانت شركة ماركوني الانجليزية تدربها ثم اختيار مدحت عاصم مديراً فنيا للإذاعة وكان اول ما قدم معزوفة موسيقية من تأليفه بعنوان سماعي نهاوند وكان ذلك في 21 مايو 1934 وقد بدأ التلحين وكان عمره لم يتجاوز الرابعة عشرة وله اكثر من خمسمائة لحن لكبار المطربين والمطربات ومن اشهرها دخلت مره في جنينه لأسمهان وقد قدم الكثير من الالحان لبعض الاصوات الجديدة مثل ابراهيم حمودة وآمال المكاوي وفريد الاطرش وعبدالعزيز محمود، انشأ اول فرقة موسيقية في الاذاعة اطلق عليها اسم فرقة الراديو وعهد برئاستها الى عزيز صدقي، كذلك انشأ اول اوركسترا على النمط العربي بقيادة محمد حسن الشجاعي وهو صاحب أغنيت عطشان يا صبايا واذعيت في الثلاثينات. وفي 1924 اتجه الى التأليف الموسيقي فكتب ثمان معزوفات منها رقصة اندلسية ورقصة مصرية ومرج الطفولة وكان يعرف عنه بأنه وطني من الطرز الأول ومن مرحلة الدراسة الثانوية وبالتحديد في العشرينات والثلاثينيات والاربعينيات وقد شارك في تأسيس حزب مصر القناة مع أحمد حسين وفتحي رضوان كما اعتقل عدة مرات واودع السجن وفي السجن كان يؤلف الاناشيد الوطنية ويبعث بها الى الإذاعة المصرية وقبل الثورة شارك في تكوين كتائب التحرير التي كان لها الفضل في مقاومة الاحتلال وعندما قامت ثورة يوليو 1952 سلم ما بحوزته من الاسلحة والذخائر لمجلس قيادة الثورة ولحن اول نشيد للثورة على الاله القوي الاعتماد الذي عرف فيما بعد بنشيد الاتحاد والنظام او العمل وفي عام 55 و54 تطوع مع القوات التي قاومت الجيش الانجليزي في القناة في عام 1963 تم اختياره مستشارا فنيا للإذاعة ورئيسا للجنة الاستماع والموسيقى بها قام بتلحين اول اوبرا مصرية كتب كلماتها الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور وكان موضوعها ضد الاستعمار متمثلا في قصة البطل الوطني والافريقي يا نريس لومومبا، وقد مثل في العديد من المؤتمرات الدولية واتخذ من جريدة الاخبار ومجلتي الكواكب والاذاعة كتاباته للنقد الموسيقي والفني فيها. حصل على الكثير من جوائز التكريم وكان اولها جائزة ناصر للفنون من الاتحاد السوفيتي عام 1967 كذلك فازت مقطوعته الموسيقية انا الانسان بجائزة الاذاعة الافرواسيوية وانتخب عام 1975 عضوا بالمجلس الدولي التابع لليونسكو كما نال جائزة الدولة التشجيعية في التأليف الموسيقي وكان ذلك في عام 1975 وجائزة الدولية التقديرية ووسام الاستحقاق من الطبقة الاولى عام 1978 وفي عام 1989، اجريت له عملية في ساقه التي اصيب بكسر نتيجة سقوطه وبعد العملية تعرض لهبوط في الدورة الدموية توفي على اثرها وذلك في الثالث من فبراير 1989م.