×
محافظة القصيم

المجزل يتجاوز عقبة الأخدود بثلاثية

صورة الخبر

وصف الدكتور عبدالله الغذامي، تدوين القصص قائلا: التدوين وإن قصه المدون لا يمكنه أن يقص، فآلية الورقة والقلم بمثابة قتل للنص القصصي، كما أن التدوين يخص النخبة في المجتمعات القديمة، ذات مجتمع الثقافة الرجولية، حيث إن المدون يستحضر ثقافة الطبقة التي يدون من أجلها، فيصوغ كتابته بناء على النمط الثقافي لهذه الطبقة، أو المجتمع حيث تتدخل عناصر كثيرة لتغيير الرواية، لكون الرواية ليس لها من يحرسها، وليس لها أبٌ ولا أم، كما هو الحال في ألف ليلة وليلة، وفيما أورده الميداني والجهيمان، إذ إننا لا نعرف تحديداً من ألف ما فيها من قصص شعبية، كما أننا لا نعرف صاحبها، فإذا جاء المدون الذي يشبه "المندوب" الرسمي للثقافة ليدون قصة فكأنه يأخذ فتاةً لا أب لها ولا أم فيصبح هو أباها وأمها، بخلاف الشعر الذي يحرسه صاحبه الذي قاله أو من يشايعونه. وأضاف الغذامي أن ما جرى لقصة "شن وطبقة" شيء يشبه لهذا، واصفاً الثقافة بالمؤلف الكبير التي تمرر معانيها ورمزياتها التي لا تريد أن تعلنها فتمررها تحت غلاف الحكايات والقصص والأمثال والألغاز والنكات، مستعرضا قصة شن وطبقة برواية الميداني في مجمع الأمثال، مشيراً إلى أن قصة شن وطبقة تعتبر لغزا لأنها لا تشابه قصة قيس وليلى، أو جميل وبثينة، معللا ذلك بكون شن وطبقة ليست أسماء متداولة.. جاء ذلك خلال إجابة الغذامي على:( ماذا لو أن الأستاذ شناً لم يوافق الآنسة طبقة ؟!) التي أقامها نادي الطائف الأدبي الثقافي مساء أول من أمس، وذلك ضمن موسمه الثقافي للعام الهجري الجديد. كما أورد الغذامي روايات لمدونين كالأصمعي، وأبو عبيدة، وابن الكلبي، حول رواية شن وطبقة، مشيرا إلى أنها قتلت بتدوين هؤلاء الثلاثة ومحاصرتهم، لأنهم يمثلون الثقافة الذكورية، التي لا تريد رواية مثل رواية الميداني التي تمجد المرأة وتمتدحها وتظهرها بمظهر العاقلة المفكرة والعبقرية المخبوءة داخل بيت بعقلها الراقي، موضحا بأنه إذا نزعت عن هذه الرواية تبقى طبقة في منطقة النسيان والجهل والغفلة الثقافية، لأن القصة في رواية الميداني تشاغب كل تصور عن الأنثى التي من الممكن أن تكون حكيمة ومتعلمة، مشيرا إلى أن طبقة ليست خارقة الجمال، لكنها عاقلة وحكيمة، كما ورد في الرواية الشعبية، التي وصفت طبقة بالجمال المتوسط والعقل الكبير، بوصفه أول ملمح يقرر أن المرأة عقل وليست جسداً. وأضاف الغذامي، ان هذا مما يعني أن التراث الشعبي، تراث إنساني يضع عناصر إنسانية بخلاف المدون الذي يزيح هذه العناصر، الذي لا يقبل فكرة أن المرأة متعلمة، مختتما حديثه أن الرواية الشعبية كنز رمزي لأي ثقافة، وشرط هذه القيمة ألا يتدخل المدون فيها، حيث اختتمت الأمسية بمداخلات من الحضور، الذين قارب عددهم المئتين من الجنسين، فيما فضلت الحاضرات أن يداخلن بألقاب مؤنثة لا تنتهي بأسماء ذكورية، تضامنا مع رواية الوفاق بين شن وطبقة التي أعلت من شأن الأنثى أمام هيمنة الحكاية الذكورية.