قالت الولايات المتحدة وألمانيا إنهما ستسحبان بطاريات صواريخ «باتريوت» من جنوب تركيا بعد إعادة تقييم للتهديدات الناجمة عن الصراع في سورية المجاورة. ووفقاً لبيان تركي أميركي مشترك صدر أمس الأحد (16 أغسطس/ آب 2015) فإن صواريخ «باتريوت» الأميركية الموجودة في تركيا ضمن مهمة حدودية لحلف شمال الأطلسي منذ 2013 ستعود للولايات المتحدة من أجل تطويرها. وأعلنت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين في مطلع الأسبوع أن برلين ستسمح بانتهاء مهمة الصواريخ «باتريوت» الخاصة بها ومدتها ثلاثة أعوام في يناير/ كانون الثاني بدلا من السعي للحصول على موافقة برلمانية لتمديدها. ونشرت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا صواريخ «باتريوت» في أوائل العام 2013 بعد أن طلبت تركيا من حلفائها في حلف شمال الأطلسي المساعدة في حماية أراضيها وسط تصاعد الصراع السوري. وأنهت هولندا مهمتها في وقت سابق من العام الحالي وحلت محلها إسبانيا. وقال البيان التركي الأميركي «الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ملتزمان بدعم أمن تركيا والاستقرار الإقليمي. إذا تطلب الأمر فإن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة صواريخ «باتريوت» والعاملين عليها إلى تركيا خلال أسبوع واحد». وجاء القرار بعد أقل من شهر من فتح تركيا قواعدها الجوية أمام المقاتلات الأميركية لتشن هجمات ضد تنظيم «داعش» في سورية. وقالت فون دير ليين إن طبيعة التهديد الذي تواجهه تركيا من سورية قد تغيرت من خطر يشكله فقط الرئيس السوري بشار الأسد إلى مخاطر تتمثل في متشددين. وأضافت في بيان على موقع وزارة الدفاع على الانترنت «شهد التهديد في هذه الحرب التي تمزق المنطقة تحولا... ينبع الآن من تنظيم «داعش» الإرهابي. ومن ثم سنظل منخرطين في المنطقة في جهد متواصل لإرساء الاستقرار بها». وصدر القرار بعد انتقادات من مسئولين ألمان لحملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العسكرية ضد مقاتلين أكراد وإعلانه الشهر الماضي أن عملية السلام التي بدأها مع حزب العمال الكردستاني في العام 2012 بلغت نهايتها فعليا. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة مع صحيفة «بيلد ام زونتاج»: «استثمرت حكومة إردوغان الكثير في المصالحة مع الأكراد... لا يمكن أن تسمح بهدم كل الجسور التي بنيت على مدار هذه العملية». وفي الوقت ذاته حذر شتاينماير من الحكم على تركيا سريعاً، مشيراً إلى أنها تستقبل لاجئين من سورية والعراق أكثر من أي دولة أخرى وتتعامل مع تهديد كبير على حدودها جراء الحرب الأهلية في سورية.