حاولت أن أتفهّم العذر الذي أورده المركز الإعلامي بنادي الاتحاد حول أسباب عدم مرافقة قائد الفريق محمد نور الفريق في معسكره المقام في هولندا الآن، فلم أجد ما يمكن أن يبرره سوى أنّ اللاعب اعتاد على مثل ذلك وأصبح "ابوطبيع ما يجوز عن طبعة"، تذكرت حينه غضب مانويل جوزيه عندما تخلف بذات الطريقة عن معسكر الفريق الإعدادي في البرتغال، وعدم تقبله للوساطات التي جاءته بعدما جمّد مشاركته أول سبع مباريات في الدوري، وحصل على نقاطها كاملة فكانت الشرارة التي انتصر فيها اللاعب في نهاية الحلقة بمساعدة إعلامه وجماهيره وتم إلغاء عقد المدرب بعدما وصفوه ب (المخرّف). ثم أعاد ذات الحلقة عندما تخلّف عن بطولة السلام في اسبانيا التي شارك بها الفريق مع الأرجنتيني جابريل كالديرون في فترة الإعداد، فأيقنت أن ذات المسلسل قد عاد الآن مع الوطني خالد القروني، الذي لم يكن له أي تعليق على الأمر سوى انتظاره ما ستتخذه الإدارة ليقوم بتنفيذه بحذافيره، كما اعتدنا عليه منذ تسلمه زمام الأمور الفنية التي اتضح كثير منها خلال حديثه الأخير في المؤتمر الصحفي عن برنامجه الإعدادي. كان يجب على رئيس النادي إبراهيم البلوي أنّ يوضح السبب الحقيقي من دون محاولة لإيجاد العذر للاعب الذي يعرفه زملاؤه اللاعبون قبل غيرهم، ويمكن لهم أن يمارسوا مثل هذا التجاوز مستقبلاً، وننتظر من الإدارة أن تبرر مواقفهم مثلما بررته لنور، وهذه ستكون البوابة لخرق حاجز الانضباطية التي هي السبيل لعمل فني مثالي. فعندما يذكر البيان الصادر من المركز الإعلامي أنّ الأسباب تعود لمشكلة في جواز سفره فهي بذلك تدين نفسها من دون أن تدري، فإذا كان الأمر مثلما تردد في الأنباء التي أحاطت بتخلف نور عن المعسكر أنّ المدّة التي تبقت في جوازه لا تكفي للفترة، ويجب أن يتم التجديد، وان عليه مخالفات مرورية بمبلغ يزيد على 200 ألف ريال، فالإدارة بذلك تدين نفسها وتثبت للجماهير عجزها عن حلّ هذه الإشكالية وهي تعلم موعد المعسكر منذ ما يزيد على شهرين، فهو أمر إداري بحت خصوصاً أنها - وللأمانة - عملت عملاً جيداً من خلال بداية الإعداد، وتعاقدت مع ثلاثة لاعبين مميزين، ووقعت عقداً استثمارياً جيداً، ولا يمكن مع كل هذا أن تخنع وتخضع وتستسلم لمثل هذا الأمر، وتحاول إيهام الجماهير وزملاءه اللاعبين بسلامة موقف اللاعب. إذا كانت الإدارة وهي تقوم بعمل مميز والأمور تسير بصورة ممتازة نحو مستقبل يبشر بالخير، تخشى إثارة جماهير اللاعب وهي التي إعادته من أجل كسب ودها وليكون درعا لها حين ترتكب أي إخفاق قد يحدث مستقبلاً، فلتكشف لهم الأمر بكل ما فيه وترفع راية الحزم والصرامة، على جميع اللاعبين مهما كان حجم اللاعب فهي بذلك تفرض شخصيتها قبل أن تدع لأيّ لاعب إثارة الفوضى داخل الفريق ثم لا تستطيع مع بداية المنافسات السيطرة عليه، فكيف يمكن للاعبين الشباب الصغار أن يؤدوا دورهم حينما تبدأ المنافسات وبعد التزامهم بكل الأنظمة والقوانين ويجدوا كبيرهم وقدوتهم يتصدر القائمة أساسيا وقائداً لهم وهو الذي تولّى يوم زحفهم للمعسكر الخارجي، بداعي أسباب يعرفون أدق تفاصيلها.