فيما ينطلق اليوم الأحد التسجيل الإلكتروني لحجاج الداخل عبر البوابة الإلكترونية، التي أطلقتها وزارة الحج للمواطنين والمقيمين، أعلنت نحو 240 شركة حجاج عن جاهزيتها لاستقبال نحو 200 ألف حاج من داخل المملكة. وقال حسين الشريف وكيل وزارة الحج، إن أكثر من 200 شركة سجلت خدماتها على الموقع حتى الآن، داعيا الشركات إلى الإسراع في إدخال أرقام حساباتها المصرفية في المسار الإلكتروني ليتسنى للراغبين في الحج إيداع رسوم الخدمات. وأوضح أنه اعتبارا من العام المقبل ستتم زيادة أعداد حجاج الداخل إلى ما كانت عليه في السابق، بعد اكتمال أعمال توسعة المطاف في المسجد الحرام، والتوسعة في المسجد النبوي الشريف، حيث سيتم فتح مجال لدخول شركات جديدة في الخدمة. وأضاف أنه بعد انتهاء موسم الحج سيتم إجراء تقييم لمستوى الأداء بالمسار الإلكتروني، ومراجعة الأسعار الخاصة بالشرائح؛ للوصول لصيغة مرضية تخدم مصالح الحجاج والشركات. إلى ذلك، علق عابد العبدلي، أستاذ الاقتصاد في جامعة أم القرى مختص اقتصاديات الحج والعمرة، بأنه في السنوات الأخيرة دخلت عوامل مادية في شعيرة الحج وأفسدت مقاصده السامية والنبيلة، وظهر ما يعرف بحج خمس نجوم وحج VIP، وتحول الحج لدى فئة من الناس من عبادة يتساوى فيها الحجاج في مظهرهم وطريقة أدائهم لشعائره إلى سلوك تفاخري، يكلف مبالغ باهظة، وهو ما أجج تصاعد أسعار حملات الحج وانساق كثير من شركات ومؤسسات الحج ولا سيما الداخلية إلى التنافس في تقديم خدمات تفاخرية لجذب أكبر عدد ممكن من هذه الفئة من الحجاج وذلك لكسب عوائد مادية كبيرة، حتى أصبح كأنه سلعة مادية وليس عبادة وفريضة. وتابع، "ومع هذا كله كان لا بد من تدخل وزارة الحج حيال ذلك منذ سنوات، حيث تنبهت الوزارة إلى خطورة هذا السلوك سواء على صعيد مقاصد الحج الإيمانية وعلى الصعيد الاقتصادي بشكل يضغط على البنى التحتية لخدمات وإمكانات الحج المقيدة بالزمان والمكان، وعلى الصعيد التنظيمي وإتاحة الفرص لأكبر عدد من الحجاج ومن الفئات الاجتماعية المختلفة، خصوصا أن استمرار هذا السلوك يقود إلى تصاعد أسعار الحملات ما يفقد الكثير من أصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة فرصة أداء الحج. وأشار العبدلي إلى أن إطلاق الوزارة لبرنامج الحج الاقتصادي والحج المنخفض التكلفة، قبل عدة سنوات، كان يصب في الاتجاه الصحيح لتصحيح هذا المسار، حيث أتاح فرصا لأداء الحج لكثير من الفئات التي لا تستطيع التكاليف الباهظة. لافتا إلى أن دراسة سابقة أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة لتقييم برنامج الحج مخفض التكلفة، أوضحت أن نسبة الذكور في عينة الحجاج المسجلين في برنامج "حج مخفض التكلفة" تشكل نسبة 93 في المائة. وتابع، "كما أشارت الدراسة إلى أن ما نسبته 25 في المائة من الحجاج كانوا دون مرافقين بينما ثلاثة أرباع العينة 75 في المائة قدموا للحج برفقة أفراد إما كأسر وإما كأصدقاء. وكان أغلب المجموعات 59.3 في المائة منها، يراوح حجمها بين 1 - 3 أفراد، تليها مجموعات بنسبة 10.9 في المائة يراوح حجمها بين 4 - 6 أفراد، بينما لم تشكل المجموعات التي يزيد عددها على ستة أفراد عن 5 في المائة، وهذا يعكس انطباعا عن صغر حجم الأسر أو انخفاض عدد المرافقين في البرنامج المخفض التكاليف". من جهة أخرى قال الشيخ أحمد المبارك الحريبي مستشار وزير الحج، مدير إدارة التوجيه والتوعية في وزارة الحج، إن كل مطوف يحصل على رخصة التطويف يحق له التطويف طيلة العام للحجاج والمعتمرين وزوار المسجد الحرام، مشيرا إلى أن طواف القدوم سنة نبوية يجب إحياؤها. جاء ذلك خلال الدرس العلمي الذي قدمه الشيخ أحمد الحريبي لرؤساء ونواب مجموعات الخدمة الميدانية في المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية. وأكد مستشار وزير الحج أنه لا يمكن للمطوف أن يدخل للحرم لغرض تطويف الحجاج طواف القدوم إلا برخصة التطويف، مشيرا إلى أن هذا القرار سيتم تطبيقه بين مؤسسات الطوافة ووزارة الحج بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.