واشنطن: هبة القدسي في خضم اجتماعات إيران مع مجموعة الخمسة زائد واحد (التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في جنيف أمس أبدى ستة أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري اعتراضهم على سياسات إدارة أوباما تجاه إيران التي تهدف للتخفيف من العقوبات الاقتصادية، مبدين مخاوفهم من أن إيران ستعمل على تطوير قدراتها لإنتاج أسلحة نووية. ودعا بعض أعضاء مجلس الشيوخ خطة أوباما بأنها «استراتيجية دبلوماسية حسنة النية لكنها ساذجة للغاية» وإنها خطة «محكوم عليها بالفشل». وفي رسالة إلى وزير الخارجية الأميركية جون كيري وقع عليها ثلاثة من أعضاء الحزب الديمقراطي (السيناتور تشارلز شومر والسيناتور روبرت مننديز والسيناتور بوب كيسي) وثلاثة من أعضاء الحزب الجمهوري (السيناتور ليندسي جراهام والسيناتور جون ماكين والسيتانورة سوزان كولينز)، شدد أعضاء مجلس الشيوخ إلى ضرورة دفع طهران للتراجع بشكل واضح وحاسم عن التقدم الذي أحرزته في برنامجها النووي. وقال أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم «بأننا نشعر بقوة أن تخفيف العقوبات يجب أن يشترط أن تقوم إيران بالتراجع في برنامجها النووي أكثر بكثير من المتصور الآن وفي اعتقادنا أن أي اتفاق مؤقت مع الإيرانيين يجب أن يقربنا من هدفنا النهائي وهو أن نرى إيران من دون القدرة على إنتاج أسلحة نووية». ويستمر تشدد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ضد تخفيف العقوبات على إيران رغم المحاولات المضنية التي تبذلها إدارة أوباما لدفع الكونغرس للموافقة على تخفيف العقوبات. وقد استمعت اللجنة المصرفية لشهادة وزير الخارجية جون كيري ونائب الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة الأسبوع الماضي، وانتهت اللجنة إلى نفس الموقف المتشدد تجاه عدم تخفيف العقوبات على إيران وفرض عقوبات جديدة. واستجابت اللجنة لمطالب الإدارة الأميركية لتأجيل التصويت على فرض عقوبات جديدة إلى حين الانتهاء من مفاوضات مجموعة الخمسة زائد واحد في جنيف (أمس الأربعاء) والاستماع مرة أخرى لشهادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول التقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات. وقد اجتمع الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس مع أعضاء اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية ولجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مساء أول من أمس الثلاثاء بالبيت الأبيض. ولمدة ساعتين حاول الرئيس أوباما إقناع أعضاء الكونغرس بأن التوصل إلى حل سلمي يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي هو في عمق مصلحة الأمن القومي الأميركي. وأن اجتماعات مجموعة الخمسة زائد واحد في جنيف ستهدف إلى أخذ خطوة أولى بوقف التقدم في البرنامج النووي الإيراني، والتراجع عن بعض الجوانب الرئيسية فيه لمدة ستة أشهر. وشدد أوباما خلال لقائه أن هذا التوقف سيكون للمرة الأولى منذ عشر سنوات وأن الاتفاق مع إيران سيحقق إدخال شفافية لم يسبق لها مثيل في أنشطة إيران النووية بينما تستمر الولايات المتحدة والقوى الدولية في التفاوض للوصول إلى حل شامل وطويل الأجل. ووفقا لمصادر بالبيت الأبيض شدد الرئيس أوباما خلال اجتماعه بأعضاء مجلس الشيوخ أنه في حال عدم التوصل لهذه الخطوة «الأولى في اجتماعات جنيف فإن إيران سوف تستمر في التقدم في برنامجها النووي وزيادة قدراتها على تخصيب اليورانيوم وزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب وتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وإحراز تقدم في مفاعل أراك لإنتاج البلوتنيوم». وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض بأن ما تخطط له الإدارة الأميركية أن يكون تخفيف العقوبات جزء من الخطوة الأولى التي ستكون محدودة ومؤقتة وقابلة للرجوع عنها، وقال: «الرئيس أوباما أوضح لأعضاء الكونغرس أننا سوف نستمر في فرض عقوبات خلال فترة الستة أشهر وأن خطة تخفيف العقوبات ستكون محدودة ومؤقتة ويمكن الرجوع فيها». ونفى كارني أن إيران ستحصل على 40 مليار دولار في حال تخفيف العقوبات مشيرا إلى أن التقارير التي تتحدث عن ذلك غير دقيقة . وأشار كل من السيناتور تشارلز شومر وربوبرت مننديز وجون ماكين للصحافيين بعد اجتماعهم بالرئيس أوباما أن الرئيس طلب من الكونغرس «مساحة من الوقت» قبل إقرار فرض عقوبات إضافية ضد إيران لإتاحة الفرصة للإدارة الأميركية خلال المفاوضات الجارية. وقال السيناتور الجمهوري بوب كروكر العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «أننا نشعر بالقلق أننا نقايض بنفوذنا دون أن نجبر إيران على الامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية لأن إدارة أوباما لم تكن واضحة حول الحالة النهائية للبرنامج النووي الإيراني ويساورني القلق أيضا أن يكون الاتفاق المؤقت هو الاتفاق النهائي» وتعهد كروكر أن يقوم الكونغرس بالعمل على الحفاظ على الضغط على إيران بما يؤدي إلى وقف إيران من تطوير سرح نووي. وقال السيناتور الجمهوري مارك كيرك «استمعنا إلى مبررات الإدارة الأميركية واستراتيجيتها وهي استراتيجية دبلوماسية حسنة النية لكنها ساذجة للغاية ومحكوم عليها بالفشل» وأضاف: الاقتراح الذي يرجونه هو أن يتم جلب إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية وهذا الاقتراح سيعطي دبلوماسيتنا نفوذا كبيرا يحتاجونه للحصول على صفقة جيدة على طاولة المفاوضات.