بالتزامن مع إحالة المتهمين في خلية حزب الله الإرهابية التي ضُبطت وبحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في مزرعة بمنطقة العبدلي إلى النيابة العامة اليوم، الأحد، لبدء التحقيق معهم، تستمع دائرة الجنايات في المحكمة الكلية برئاسة وكيل المحكمة محمد الدعيج في جلستها اليوم إلى مرافعة النيابة في محاكمة المتهمين في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق، وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن تخصيص خطبة الجمعة المقبلة في كافة المساجد للحديث عن الوحدة الوطنية والفتن السائدة ومن يريد بالكويت سوءاً، وحذرت مسؤولي المساجد من عدم فتح أبواب المساجد إلّا في الأوقات المحددة لها، وإغلاق الأبواب تماماً عقب كل صلاة ب20 دقيقة. وأفادت معلومات أمنية أن بداية إسقاط خلية حزب الله كانت مع وصول معلومات إلى جهاز الاستخبارات العسكرية تفيد بأن حزب الله اللبناني له نشاط في الكويت، وتبين صحة المعلومات من بعض التحركات والاتصالات التي تم رصدها إلكترونياً وميدانياً ومن خلال المتابعة، وبعد ثبوت المعلومات والتحركات ورصد حركة ثلاثة أفراد رئيسيين متورطين في الخلية، وبعد توثيق كل الأدلة اتفقت القيادات الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية على مداهمة موقع الأسلحة في العبدلي، والقبض على جميع المتهمين في وقت واحد. كما أفادت معلومات عن ضبط وزارة الداخلية لكمية أسلحة ضخمة جداً، وتفوق الكمية المضبوطة مؤخراً، وذلك في سرداب مزرعة العبدلي دون نشر صورها وعرضها على وسائل الإعلام، خشية إثارة الرعب والفزع بين المواطنين والمقيمين. وكشفت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية مع أعضاء الخلية عن تورط 8 كويتيين، وجميعهم خارج البلاد حالياً، وستتم ملاحقتهم عن طريق الإنتربول الدولي، بينما أحيل أربعة متهمين إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، وادعوا أن الأسلحة المضبوطة من مخلفات الغزو العراقي، كما ادعوا أنهم كانوا ينوون استخدامها في حماية المساجد والحسينيات، فيما أكدت تحريات المباحث أن الأسلحة حديثة الصنع، وغير مستعملة. وروى المتهم ح. ح في التحقيق قصة انتمائه إلى حزب الله في العام 1999، حيث اتصل بداية برجال من الحزب فطلبوا منه الحضور إلى لبنان والنزول في فندق، وبدأ بعض رجال الحزب يترددون عليه، فطلب منهم الانضمام إلى الحزب، وحاز على الموافقة، وطلبوا منه توسيع نطاق المنتسبين إلى الحزب في الكويت، وأن ينتظر أي تعليمات تصل إليه. واعترف بأنه حاول الاتصال بالسفارة الإيرانية في الكويت، ومقابلة مسؤوليها بهدف إقامة علاقة مع الحرس الثوري الإيراني لكنه لم يجد قبولاً ولا تشجيعاً، وأنه استطاع تجنيد أربعة أشخاص أحدهم ع.غ، وكان يصطحبه معه في زياراته المتكررة إلى لبنان. وأقر المتهم الرئيسي في التحقيقات أنه خشي بعد تفجير مسجد الإمام الصادق من أن يفتضح أمره إثر التشدد الأمني، فذهب إلى لبنان طالباً النصيحة من رجال حزب الله لكنه لم يتلق إجابة واضحة، مضيفاً أنه من باب الحرص والحذر عمد إلى إخفاء الأسلحة في حفر محصّنة بالأسمنت. نيابياً، طالب النائب ماجد موسى، القيادة العليا في البلاد باتخاذ إجراءات سريعة بسحب الجنسية الكويتية من أعضاء الخلية الإرهابية التي ثبت رسمياً ولاءها لتنظيم حزب الله المحظور، والذي سبق له التورط في محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، واختطاف طائرة الجابرية وتفجير المقاهي الشعبية حيث استشهد خلالها العشرات من أبناء الكويت الشرفاء، مشيراً إلى أن قانون الجنسية أعطى الحق للدولة بسحب الجنسية من المتآمرين مع دول معادية، أو تنظيمات إرهابية محظورة دولياً، وأوضح أن أعضاء الخلية الإرهابية اعترفوا للجهات الأمنية بأن من أهدافهم العمل على ارتكاب أعمال إرهابية لزعزعة أمن واستقرار الكويت، مؤكداً أنه ثبت أن تنظيمهم المحظور في الكويت والخارج يعتنق فكراً هداماً، ومبادئ تخالف سماحة الإسلام ويريد تدمير المنطقة بفكره الإجرامي خصوصاً دول الخليج العربي، وأبرزها الكويت والبحرين، وتمنى سرعة سحب الجنسية من هؤلاء ليطمئن أبناء الشعب الكويتي أن القانون سيطبق على الجميع، وليس على فئة دون أخرى، مؤكداً ثقته بنائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد باتخاذ ما يلزم.