بيروت: «الشرق الأوسط» قتل سبعة جنود نظاميين في تفجيرين انتحاريين نفذّهما مقاتلون إسلاميون، أمس، في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، استهدف أحدهما مبنى الأمن العسكري، والآخر حاجزا عسكريا، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، تزامنا مع تجدد الاشتباكات في دمشق وسط قصف نظامي عنيف استهدف أحياءها. وأفاد «المرصد السوري» باستهداف «جبهة النصرة» بسيارتين مفخختين حاجز الجلاب ومبنى الأمن العسكري قرب مدينة القلمون، التي تبعد عن العاصمة 80 كلم شمالا. وأشار إلى أن «الانفجارين ترافقا مع قصف القوات النظامية لمناطق في مدينة يبرود، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية وكتائب مقاتلة عدة في مناطق مدينة دير عطية». من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني حدوث انفجار بسيارة مفخخة بالقرب من حاجز على أطراف مدينة النبك، وأوضح المصدر أن «عناصر الحاجز أوقفوا سيارة اشتبهوا بها ما دفع بالسائق الذي كان انتحاريا ويضع حزاما ناسفا، إلى الهرب، إلا أن عناصر الحاجز تمكنوا من ملاحقته وأردوه قتيلا». وأشار إلى أن «السيارة انفجرت ما أسفر عن سقوط ضحايا من دون أن يتمكن من تحديدها». في المقابل، نقلت مواقع المعارضة السورية على شبكة «الإنترنت» عن الناشط المدني شرف الطوبجي من القلمون قوله إن «العمليات جاءت ردا على قصف النظام لبلدة قارة، وأن قوات المعارضة قطعت طريق حمص - دمشق الدولي». ولفت الطوبجي إلى أن «القوات النظامية ردت على العمليات بقصف مدينة النبك بعشرات القذائف، ما أدى إلى دمار كبير في المدينة». وتداولت صفحات إسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالت: إنها لمنفذي التفجيرين. وذكرت الصفحات أن الانتحاريين هما «أبو الغريب الحجازي وأبو الزبير الحفرواي». ويأتي الانفجاران اللذان نفذهما انتحاريان ينتميان إلى «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بعد سيطرة القوات النظامية على بلدة قارة، الواقعة في هذه المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية. وأكد النظام بعد سيطرته على البلدة، تصميمه على مواصلة «ملاحقة الإرهابيين» الذين فروا من البلدة ولجأوا إلى الجبال والبلدات المجاورة، الأمر الذي وسع من دائرة النزاع إلى مناطق أخرى في القلمون، بالقرب من النبك وخصوصا في يبرود، أحد معاقل «الجيش الحر». وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة منها استراتيجية كونها تتصل بالحدود اللبنانية وتشكل قاعدة خلفية أساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة. وتعد هذه المنطقة أساسية بالنسبة للنظام لتأمين طريق حمص ـ دمشق وإبقائها مفتوحة. كما تضم المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية كثيرة للجيش السوري. في موازاة ذلك، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بتعرض أحياء العسالي والقابون وبرزة في دمشق لقصف نظامي، بالتزامن مع سقوط عدة قذائف هاون بالقرب من مبنى هيئة الأركان في ساحة الأمويين وشارع الملك فيصل بحي العمارة وسط العاصمة. وأشارت إلى أن اشتباكات تدور بين «الجيش الحر» والقوات النظامية على أطراف حي برزة في دمشق. في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش السوري الحر» فجّر سيارة محمّلة بالذخيرة تابعة للقوات النظامية في منطقة صيدنايا بريف دمشق. في دمشق أيضا، أعلن «جيش الإسلام»، المؤلف من نحو 60 فصيلا عسكريا استهدافه مطار «عقربا» العسكري، الواقع على الطريق الدولي بريف العاصمة السورية دمشق. وذكر الموقع الرسمي للجيش أن عناصره استهدفوا المطار «بصواريخ محلية الصنع». وفي مدينة الحسكة، شرق سوريا، أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن مقاتلي الجيش الحر دمروا حاجزا تابعا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إضافة إلى تدمير الحاجز الجنوبي لمدينة «تل تمر» التابع للحزب نفسه. من جهة أخرى، أكد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن «الحكومة السورية المؤقتة التي انتخبت قبل أسبوعين تقريبا تعبر عن التزامها الكامل بالسماح لكافة فرق الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى المناطق المحررة في سوريا، والعمل فيها من أجل تقديم مختلف أنواع الإغاثة التي يحتاجها السوريون وبما ينسجم مع القوانين والاتفاقيات الدولية التي تطالب بحماية عمال الإغاثة الإنسانية والحفاظ على سلامتهم وتسهيل عملهم». وتعيش المناطق السورية «المحررة» التي تخضع لسيطرة المعارضة أوضاعا إنسانية صعبة وتدهورا في مستوى الخدمات لا سيما الصحية منها. وكان «الائتلاف الوطني المعارض» وجه الأسبوع الماضي نداء إلى منظمات الإغاثة الدولية لإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المناطق المحاصرة في دمشق ودرعا وحمص وغيرها من المدن السورية.