ذهبت السكرة وجاءت العبرة، مثل وحكمة يتم تداوله دائماً على أهمية حساب النتائج، مسبقاً، وكلما كبر المرء، في السن، كبر عقله، وزادت خبرته، ويصبح أقل انجرافاً مع الأفكار العابرة وأبطأ تجاه الخطوات المتهورة. في كليلة ودمنة، جففت أشعة الشمس الحارقة البحيرة الصغيرة التي كانت مأوى لضفدعين، فخرجتا تبحثان عن ملجأ آخر، وفي الطريق وجدتا بئراً فقالت الصغرى، الحمد لله، وجدنا البئر، وهو مملوء بالماء، والظل، هيا تعالي نستمتع بالماء والخضرة، قالت الكبرى، ياغلبانة، فكري بالعواقب قبل التسرع، لو نزلنا في البئر وهو بهذا الارتفاع كيف نستطيع الخروج منه لاحقاً. كان ملك التتار، في نزهة فالتقى بصوفي درويش، يقول من يعطيني 100 دينار وأعطيه نصيحة ثمينة، فتوقف الملك وقال أعطوه المال، فقال هات ماعندك، قال الدرويش: لا تبدأ شيئاً حتى تحسب عواقبه، فضحك أصحاب الملك وقالوا ضحك عليك الدرويش، أعطيته المائة، قبل أن تفكر في عواقب عملك، قال الملك، أنقشوها لي، في صحن من فضة، بعدها تآمر رئيس الحرس، على قتل الملك، فرشى الطبيب الخاص وقال له لو قتلت الملك بدم مسموم ستصبح رئيساً للوزراء، وفي غرفة الملك، جاء الطبيب ليحقن الملك فقرأ اللوحة الفضية وراءه، ففكر وقال لو أصبح رئيس الجند هو الملك سوف يقتلني لأنني خنت الملك السابق، فرفض الخيانة، واعترف للملك بكل شيء. في الأمثال الشعبية، إذا وقعت يافصيح لا تصيح، كناية عن التورط في أمر لم تحسب عواقبه بصورة دقيقة، عندها لا يملك الإنسان إلا الصمت. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون التاسع والعشرون، النتيجة هي كل شيء، ابدأ وعينك على النهاية، احسبها صح، بكل العقبات، وكل التحديات، وكل الحلول، وكل السيناريوهات، قبل أن ُتقدم، والمعوّل عليه هو النتائج.