شخصيا مللت متابعة نشرات الأخبار وأصبحت أحاول جاهدا أن أتلافاها فآخذ منها موجز الأخبار وأتلافى الصور والتفاصيل، الصور لا تعدو صور موت أو نزعات موت ليس لنا حيلة في إنقاذ نفس ولا الانتصار لميت، ليس هذا فحسب بل وصلنا مرحلة من تضارب الأخبار وتعدد الأحزاب والطوائف وتبعية القنوات الإخبارية لسياسي دون آخر وتلونها بألوان من يوجهها إلى درجة أننا لا نستطيع تحديد القاتل والمقتول والظالم والمظلوم، فلماذا أتسمر أمام التلفاز لأسمع أنباء لا حيلة لي فيها ولا ثقة في رواتها؟!، خاصة أنني من قوم ذوي فراسة قالوا في عزهم إن آفة الأخبار رواتها، فما لي ومال الآفات. أنصحكم بأن تفعلوا مثلي فأنا لا أتابع من النشرات متابعة كاملة إلا النشرة التي يعدها ويشرف عليها وينتجها ويقدمها شباب اختاروا صياغة نشرة طريفة ذات تعليقات نقدية لاذعة عميقة مضحكة ومفرحة تنفس عن النفس المضغوطة من سوء الخدمات والفساد وفي ذات الوقت تثير الإعجاب والضحك، وصيغت بطريقة محنكة ومحكمة محايدة لا تحيز فيها ولا توجهات، وأعتقد جازما أن أولئك الفتية تعمدوا عدم تسميتها لأن الاسم عندنا أصبح يفسر أو هو يعبر عن توجه ما لذا أسموها (النشرة الـ...). ليت كل النشرات الإخبارية في حياتنا على طريقة (النشرة الـ....) يقدمها محمد بازيد وحسام الحارثي بطريقة ساخرة لا لمز فيها ولا همز على شريحة من المجتمع أو فئة كما كان يفعل (طاش) ففشل، وفي ذات الوقت يضربان في الصميم وتحت الحزام ضربات متنوعة على (بطن) القصور وخاصرته وتحت حزامه، ثم يأتي موجز عبدالعزيز الحمدان في شكل (زبدة) الموضوع بنقد اجتماعي لا استهداف فيه لفئة أو غالبية صالحة. أما طارق الحربي فيقدم لك طبق حلوى من الضحك المتواصل على تناقضات الرياضة وهفواتها وعجائب لاعبيها ومدربيها ولجانها وتحكيمها وتعصب إعلامها بجمل استفهام ساخرة تلمس فيها استغرابا منطقيا مدهشا لحال رياضتنا يعريها بأسلوب ساخر لا تقدر عليه صفحات الرياضة التي يوجهها ناد أو رئيس ناد بالريموت كنترول. إلى الأمام يا شباب الإعلام الجديد فأنتم المستقبل واحذروا من مرحلة ما بعد النجاح وأخطر ما فيها استحواذ أصحاب هوى لاستغلال الانتشار القادم الأكبر والانخداع بوهم النجاح المبكر والانحراف عن الحياد كما حدث لـ(طاش ما طاش) رغم الفارق في العقليات لصالحكم.