×
محافظة الحدود الشمالية

«رب اجعل هذا بلداً آمناً»

صورة الخبر

يقال، وهو قول صحيح وحكيم، أن العاقل يتعض بغيره، وأن من يرى مصائب الناس بسبب افعالهم لا يلقي بنفسه إلى التهلكة، وأن اللاعب بالنار قد يحترق بها من شعر رأسه حتى أظافر قدميه، وأن من حفر حفرة لأخيه احتمال (يدب) على رأسه فيها، بالتالي لن ينفعه شيخ دين يغريه بجنة خلد وحوريات سبعين هو شخصيا عازف عنها وعنهن، ولا رئيس حزب يغريه بنشر مذهبه ويشير له بإصبعه فيرد سراعا لبيك وسعديك وكويتيتي وولائي لبلدي تحت قدميك. الكويت التي أدهشت العالم في التسعين بتلاحم واتحاد شعبها، وتمسكهم بنظامهم الحاكم اختلفت كثيرا ولم تعد كما كانت. الكويت التي استعصى شعبها على صدام وجيشه المحتل، ورفضوا كل صور التعاون معهم لم تعد عزيزة على بعض من يحملون جنسيتها، ولم يعد إيذاءها دونه الموت، بل وأصبح هؤلاء يعاونون أعدائها عليها، وتحولوا إلى أدوات بأيدي الطامعين فيها، يأمرونهم فيفعلون، ويشيرون لهم فينصاعون. كل ذلك الدلال من الحكومة الكويتية لمواطنيها من مهدهم حتى لحدهم، وكل ذلك الاحتضان الدافئ لهم وتسهيل الحياة عليهم، وكل ذلك الانفتاح والتقارب معهم، وفتح المجال لهم كي يقولوا وينتقدوا لم يفلح، ولم يؤثر، وها قد ظهر من هان عليه إحراقها، وقتل وذبح أهلها، هذا لكي يضمه لدولته البشعة المزعومة، دولة الذباحين وقاطعي الرؤوس، وذاك من أجل نشر مذهبه الإثنا عشري وإلحاقها بولاية الفقيه، خيب الله رجاء الإثنين، ورد كيدهم إلى نحورهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم. عصابتان لا تختلف إحداهما عن الأخرى، الأولى تحمل لواء السنة والمعتدلون من السنة منها براء، والثانية تحمل علم الشيعة والمعتدلون من الشيعة منها براء. عصابتان أدارتا ظهريهما للمحتل الصهيوني، وأقبلتا على بلاد المسلمين تقتل وتذبح أهلها الآمنين المطمئنين. عصابتان إجراميتان وجهان لعملة واحدة هي عملة استباحة الدماء والأعراض والحرمات، فإخص ثم إخص عليهما معا، وعسى الله أن يأخذهما أخذ عزيز مقتدر ونسمع عنهم انشالله وفي أقرب وقت، فاقدين ومفقودين. عزيزة المفرج