بشار الأسد مستمر في تحدي العالم - كل العالم - بعمل مجزرة تلو الأخرى، آخرها ولن تكون الأخيرة هي “مجزرة الغوطة” التي استيقظنا على فجيعتها يوم الأربعاء الفائت. نظام الأسد في هذا التحدي أمام اللجنة الأممية يستخدم الكيماوي ضد أعدائه الأطفال ممن رأينا صورهم أمواتًا بالآلاف، بل واستخدم الكيماوي - تحديدًا - ليثبت للعالم أن لا أحد قادر على إيقاف جنونه، ولا أحد يريد إيقاف هذا الجنون، بل وبكل سخرية يظهر وزير إعلامه على الشاشات الفضائية بتصريح مضحك مبكٍ هو أن الصور مفبركة، لا أدري هل قام آلاف الأطفال بتمثيل دور الأموات لتصوير مشاهد مفبركة؟ من حق وزير إعلام الأسد أن يصدح بهذا التصريح، فهو يرى العالم أقل من أن يكون الإدلاء لهم بحديث منطقي، فنحن أمة تستنكر بالرفض والإدانة الشفوية، ومؤخرًا صرنا نستخدم “تويتر” للإدانة وتغريدة واحدة كفيلة بإراحة الضمير! المضحك المبكي أيضًا أن فريق الأمم المتحدة أتى للتنقيب والبحث عن السلاح الكيماوي، وبما أن الأمم المتحدة ومراقبيها وبعثتها لديهم اعتقاد أن القتل بغير بالرصاص والقنابل جائز ولا حرج في استخدامه، فهم يتوقفون عند السلاح الكيماوي، وبما أنهم كذلك فها هو تم استخدامه في وجودهم.. فماذا هم فاعلون؟ الأمم المتحدة هي الآلية الدولية التي تُحرك وتُنظم قوانين الدول، لكن هي الأخرى بلا إرادة، أو أنها لا تريد أن يكون لها إرادة، ولنتذكر أيام الغزو الأمريكي للعراق أن الأمم المتحدة لم توافق على هذا الغزو، مع هذا حصل ولا زلنا كعرب إلى اليوم نئن وجعه، فماذا فعلت للإرهابي بوش آنذاك رغم أنه تجاوز قرارها واعتدى بالقتال؟ لا شيء! زوال بشار الأسد ليس بهذه السهولة، إلا في حال وجود خادم مطيع لإسرائيل مثله، والبديل صعب، فبنفس مواصفات الأسد لن تجد إسرائيل، وأمريكا كل ما تلعب به في العالم هو أن يعود لأجل أمن إسرائيل، هذا ما جعل الثورة السورية من بدايتها أتت مفاجئة بين الثورات العربية التي لم تكن بالحُسبان، ولم يتوقع أحدٌ أن الشعب السوري الذي كان يثق الأسد في أنه (خانع) سوف يثور بهذا الشكل العاصف، وأن دماءه كلما تناثرت كلما زادت حدة ثورته. الأوضاع في سوريا لن تتوقف، بل هي تزيد تعقيدًا خصوصًا بعد اقتحام جهات أخرى إلى أرض المعركة، هذه المعركة غير المتكافئة ما بين نظام مجرم شرس يمتلك كل أنواع السلاح وبين مجموعات شبابية ثارت وكوّنت الجيش الحر بغية حماية وطنهم وعِرضهم، الذي انتهكه الأسد وشبيحته بأبشع الأشكال دون رادع ديني ولا أخلاقي. الوضع في سوريا سيتفاقم أكثر، وعدم وجود حلول تُنهي مأساة موت الأطفال، هو ما جعل الأسد ورفيقه نصر الله يزيدان في التحدي قولاً وفعلاً، والشاهد هنا خطاب نصر الله الأخير، الذي يستخدم فيه نبرة تختلف عما سبق، فقد كان مجرمًا يتدثر بالعروبة بهدوء، أما في خطابه الأخير فقد كان يتفاخر بإجرامه ويتحدى بصوتٍ عالٍ، ولم يجرؤ سابقًا على إعلان حربه بالعدة والعناصر إلى جانب الأسد، أما في خطابه الأخير فقد أعلنها صريحة.. له حق يتحدى طالما ليس هناك من يوقف هذا الإرهاب عند حده! www.salmogren.net