المزاح المقبول } لي صديق يردد النكات دائماً وبها سخرية من بعض الناس. فما موقف الإسلام من ذلك؟ (ز.ح عجمان) يقول د. صبري عبد الرؤوف، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: النكتة أو الفكاهة شيء من قول أو فعل يقصد به غالباً الضحك وإدخال السرور على النفس، وينظر في حكمها إلى القصد منها وإلى أسلوبها، فإن كان المقصود بها استهزاء أو تحقيراً مثلاً، أو كان في أسلوبها كذب مثلاً كانت ممنوعة وإلا فلا. وهي تلتقي مع المزاح في المعنى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً. وقد روي أن رجلاً قال له: احملني على بعير فقال: بل نحملك على ابن البعير.. فقال: ما أصنع به؟ إنه لا يحملني.. فقال صلى الله عليه وسلم: ما من بعير إلا وهو ابن بعير. وننبه إلى الإقلال من النكتة وعدم التمادي فيها، فقد تجر إلى المحرم.. ففي الحديث: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار. وقال عمر رضي الله عنه: من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، وقال عمر بن عبد العزيز: اتقوا الله وإياكم والمزاح، فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح. قال العلماء: إن المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه، لأنه يورث قسوة القلب ويشغل عن ذكر الله ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار، وما سلم من ذلك فلا مانع منه فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله نادراً لتطييب النفس والمؤانسة، وهذا لا مانع منه قطعاً، بل هو سنة مستحبة إذا كان بهذه الصفة. الستر على المخطئة } هل يجوز لمسلم أو مسلمة أن يكشف للناس خطيئة مسلمة ارتكبت الفاحشة؟ وما موقف الشرع ممن يفعل ذلك؟ م.ز الفجيرة تقول لجنة الفتوى بالأزهر: يقول الله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن (النور: ). 31 وبالنسبة إلى الفتاة التي تقع في الفاحشة ثم يسترها الله فلا يظهر أمرها، وهي الآن نادمة باكية، فلا يجوز لأحد أن يكشف ستر الله عليها، والتوبة النصوح تجبّ ما قبلها.. قال عليه الصلاة والسلام: ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة. ويروى أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن لي ابنة كنت وأدتها في الجاهلية، فاستخرجناها قبل أن تموت فأدركت معنا الإسلام فأسلمت، فلما أصابها حد من حدود الله تعالى، أخذت الشفرة لتذبح نفسها فأدركناها، وقد قطعت بعض أوداجها فداويناها حتى برئت، ثم أقبلت بعد بتوبة حسنة، وهي تخطب إلى قوم فأخبرتهم من شأنها بالذي كان. فقال عمر رضي الله عنه: أتعمد إلى ما ستر الله فتبديه؟ والله لو أخبرت بشأنها أحداً من الناس لأجعلنك نكالاً لأهل الأمصار، بل انكحها نكاح العفيفة المسلمة. هجر الزوج معصية } عندما يضايقني زوجي ويسيء إلي أرفض معاشرته حتى يعتذر لي. أليس هذا من حقي شرعاً؟ ع.س عجمان تقول الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الأصل في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف، وأن تكون بعيدة عن السباب والإيذاء سواء من الزوج أو الزوجة، حيث قال سبحانه وتعالى مخاطباً الأزواج: وعاشروهن بالمعروف، وقال سبحانه: ولا تمسكوهن ضراراً. وقال صلى الله عليه وسلم اتقوا الله في النساء..، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها الآخر..، وغير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث المطهرة التي تنظم العلاقة بين الزوجين، بحيث تقوم على المودة والرحمة. فإذا أتى زوجك مثل هذه التصرفات ورفضت دعوته للمعاشرة، فإنك تكونين آثمة إن لم يكن هناك عذر من مرض أو نحوه، لأنه لا يجوز للزوجة أن تهجر زوجها أو تعاقبه بالهجر، وإنما عليها طلب الصلح، والتصرف بالحكمة والصبر، حتى لا يؤدي ذلك إلى اتساع هوة الخلاف بينكما.