×
محافظة المنطقة الشرقية

اليابان ترفـع مستوى تحذيرها بشأن ثوران بركـان

صورة الخبر

قبل ثلاثة أسابيع غرقت بيروت في النفايات على غير عادتها، وهي نفايات سياسية قبل أي شيء، وإن شئنا نفايات طائفية ومناطقية. من لا يعرف بيروت لن يفهم هذه الصدمة ولا الحراك الذي جرى فيها وفي مناطق اخرى ضد مشهد النفايات الذي وحد اللبنانيين في سابقة مدهشة. واذا كانت نفايات بيروت سياسية فهي في بغداد نفايات اجتماعية ونفسية، وتكاد تصير جزءاً من الحياة الطبيعية بعد مرور أكثر من عشر سنوات على التغيير. لا بل إنها تضاعفت عشرات المرات الى درجة تحولت فيها عاصمة الرشيد الى إحدى اقذر المدن. النفايات ليست في بغداد فقط ولكنها تتجمع في كل مدن العراق بلا استثناء، عاكسة وجه الحكومة وسياساتها والطبائع الجديدة لبعض العراقيين والتي تتماشى مع سياسة الحكومة الطائفية. لا يختلف بعض السياسيين العراقيين عن الساسة في لبنان لكنهم لا يمتلكون حنكتهم وان تشابهت الولاءات والأهداف. واذا كانت نفايات بيروت قابلة للتدوير فإن نفايات بغداد لا يمكن تدويرها لأنها نفايات بشرية مختلطة وتحتاج الى خبراء في جميع الاختصاصات لتفكيكها. يروي بعض الأصدقاء ممن يسكنون المنطقة الخضراء بعض القصص التي لا تخطر على بال حول سكان هذه المنطقة: أحدهم يرمي اكياس القمامة من نافذة شقته الى الشارع مباشرة مع ان هناك حاوية للنفايات امام البناية. اطفال بعض المسؤولين يتغوطون في الممرات الموجودة بين الشقق الفاخرة، لكن ذلك لا يثير احداً من سكان المنطقة الخضراء الذين لا يخرجون من دون حماياتهم وأسلحتهم وهم يمرون في شوارع وأماكن في منتهى القذارة. المضحك المبكي ان امانة بغداد تقع قبالة سوق الشورجة، السوق الأكبر في العراق، وهذه السوق تفرز يومياً اطناناً من النفايات الى درجة مخيفة، ولا بد أن المسؤولين في الامانة، وهم يدخلون او يخرجون الى اعمالهم، يرون هذه النفايات، لكن شيئاً لم يتغير منذ اكثر من عشر سنوات. نفايات بيروت يمكن تدويرها او حتى طمرها، ولكن كيف بنفايات بغداد وبغداد كلها تكاد تصبح مكباً للنفايات؟