كثيرات هن المطلقات في الدول العربية حيث ترتفع نسبتهن عاماً بعد عام، وهناك أسباب كثيرة قد تكون وراء فشلهن في إكمال حياتهن الزوجية، وقد تصاب الكثيرات منهن بالإحباط والشعور بالاكتئاب نظرا لعدم التوفيق في حياتهن العاطفية والأسرية. لكن يجدر بالبعض أن يذكر قصة ربما لا يعرفها الكثير من جيل هذا اليوم حدثت لامرأة مطلقة مرتين تمكنت في المرة الثالثة من إعادة حياتها ولقاء رجل ألهم بها تبين أنه كان أميراً يستعد لأن يتوج ملكاً على بريطانيا. الملك هو إدوارد الثامن ملك بريطانيا وقد حدث ذلك في الثلاثينات من القرن الماضي حيث أحب امرأة أميركية مطلقة تدعى والاس سيمبسون وتعلق بها، ولم يكن يعرف أو نسي أو ربما تناسى أن حبه لها هو مخالفة صريحة للدستور الملكي البريطاني وبرتوكول زواج أصحاب العرش الذي لا يسمح للملك العازب بالاقتران من مطلقة. هذا البرتوكول لم يأبه به الملك إداورد الذي أصر على عدم التنازل عن المرأة التي أحبها، إصرار قاده في النهاية إلى التنازل عن العرش من أجل استكمال زواجه بها، حيث تخلى الملك ادوارد الثامن عن العرش لأخيه من أجل الزواج بالمرأة المطلقة التي عاش معها سعيداً حسب مذكراتها طيلة 35 عاماً متواصلة، ولأجلها قدم إدوارد تضحيات قد لا يكون رجل بعده قدمها وهو التنازل عن عرش أكبر امبراطورية عظمى على الأرض في سبيل البقاء مع امرأة عيبها الوحيد بالنسبة للدستور الملكي انها مطلقة. زواج إداورد بولاس جعله يخسر لقب الملك ويحصل على لقب فخري هو الدوق حيث لم يجلس على العرش إلا أشهر قليلة حتى تنازل عنه برمته وفضل حياته العاطفية على نعيم الملكية. سيمبسون نجحت في علاقتها العاطفية بعد تجربتين فاشلتين، وبقيت ملازمة زوجها إدوارد إلى حين وفاته. وقد تجسد هذه القصة الكثير من المعاني لعل أهمها الإصرار والتضحية والأمل، فامرأة مطلقة مرتين لم تيأس من فشلها وآمنت بحظها وأحبت رجلاً جعلها سعيدة إلى أن مات بعد أن خلع تاج العرش لأجل الزواج بها. وكان الملك إدوارد الثامن ابن الأكبر لملك بريطانيا الملك جورج الخامس والملكة ماري. في عام 1930، بينما كان لا يزال أمير ويلز، التقى إدوارد امرأة أميركية اسمها واليس وارفيلد سيمبسون. وكان زواجها الأول انتهى بالطلاق، وعندما التقت الامير كانت متزوجة من زوجها الثاني، إرنست سيمبسون. وربط بين الأمير وسيمبسون حباً عميقاً. توفي جورج الخامس في يناير عام 1936، ونجح إدوارد الثامن للوصول لحكم بريطانيا كملك. طلقت السيدة سيمبسون زوجها في وقت لاحق من ذلك العام، وكان الملك مصمماً على الزواج منها، لكنه لم يستطع إقناع الأسرة الملكية أو المسؤولين في الحكومة قبول امرأة مطلقة لتكون ملكة. في 11 ديسمبر، تنازل إدوارد الثامن رسمياً عن العرش، وتم اذاعة الخبر في ذلك المساء، وأوضح قراره للجمهور، وقال: «لقد وجدت أنه من المستحيل تحمل العبء الثقيل من المسؤولية وأداء واجبات الملك دون مساعدة ودعم المرأة التي أحبها». بعد التنازل منح إدوارد لقب دوق وندسور. وتزوج عقب ذلك واليس في 3 يونيو 1937. لكنه لم يكن أبداً مقبولاً من قبل العائلة المالكة، بالنسبة لبقية حياتهم عاش الزوجان في الخارج، ومعظم أوقاتهما قضياه في فرنسا. في عام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح الدوق حاكم جزر البهاما. في عام 1945 عاد هو وزوجته إلى فرنسا، وكتب سيرته الذاتية، بعنوان قصة الملك، ونشرت في عام 1951، وكتبت زوجته دوقة وندسور سيرتها الذاتية وقد نشرت في عام 1956. توفي دوق وندسور في باريس يوم 28 مايو، 1972. وبقي زوجته سيمبسون في باريس حتى وفاتها في 24 أبريل 1986. ودفنا في المقبرة الملكية في قصر وندسور في انكلترا. كتاب «الملك والسيدة سمبسون»: القصة الحقيقية للمرأة التي استولت على قلب الملك نشر في 3 يونيو 2008 وكشف انه «في ديسمبر من عام 1936، فاجأ الملك ادوارد الثامن العالم بخبر التخلي عن مملكته من أجل الزواج من امراة من عامة الشعب الأميركي ومطلقة مرتين. الملك والسيدة سيمبسون حسب الكتاب جمعتهمها قصة حب غير عادية تجعل من قصتهما واحدة من الأساطير». كتاب «تلك المرأة» الذي نشر في 2013 كشف بعض جوانب حياة واليس سمبسون وذكر أن «سيمبسون من الشخصيات الأكثر سحراً في القرن العشرين. منذ وفاتها، أصبحت سيمبسون رمزا لتمكين المرأة، فضلا عن رمز النجاح بعد تجارب فشل، وبقي تفسير شخصيتها حسب علم النفس لا يزال لغزاً. وحسب الرسائل المكتشفة حديثاً، تبين أكثر أن تلك المرأة كانت بقدر ما كانت جذابة كانت شخصيتها معقدة». هذه المرأة الأميركية التي ضربت أشهر أمثال نموذج نجاح المرأة المطلقة في القرن العشرين أضاءت تجربتها بالكثير من التفاؤل الذي عرف قلوب أميركيات مطلقات كثيرات، حيث تبين أن كثيراً من المطلقات الأميركيات بلغن المجد والشهرة والثروة بعد طلاقهن، إذ أن نسبة كبيرة من عضوات نادي المليارديرات هن نساء مطلقات او أرامل حسب دراسة تصنيفات فوربس لأثرى نساء العالم. وحسب دراسات أخرى مثل تلك التي نشرها «دايلي فاينينس» «تبين أن المرأة المطلقة تجني مالاً أكثر من أي امراة أخرى بفضل حرصها على النجاح وتجاوز فشلها العاطفي والزوجي». ملايين من المطلقات العربيات نجح بعضهن في إيجاد الفرصة التي يحلمن بها في السعادة مع شريك حياة قد يكون تأخر قدومه، إلا أن البعض الآخر ونظراً لظروف خاصة ورؤية ما تزال سلبية للمطلقة قد يخترن التسليم بالأمر الواقع ولا يجتهدن لاقاتناص فرصة جديدة في الحياة. هذه الفئة إذا نظرت إلى أن كثيرات من المطلقات في العالم نجحن في ما لم تستطع النجاح فيه مثيلاتهن من غير الفتيات فإن نظرتهن لأمور النجاح العاطفي والأسري والاجتماعي والاقتصادي قد تتغير. وقد تظفر عديد النساء منهن بحياة أفضل مما كانت فيها في السابق وقد تكون تجربة الطلاق حافزاً لنجاح لم تعرف طعمه من قبل. على موقع صحيفة «هافينغتون بوست» نشرت المحامية المتخصصة في قضايا الطلاق إليسون باتون مقالاً اتخذ شكل ورقة بحثية تضمنت حقائق ونصائح مهمة للمطلقات، الحقائق التي كشفتها المحامية تعلقت بمجمل المطلقات اللاتي عادة بعد تجربة فشل زواجهن يبحثن عن الشعور بالسعادة بأي ثمن حتى لا يشعرن بالعزلة والإهمال. وذكرت الصحيفة أن المرأة المطلقة الذكية تجتهد بعد فترة الطلاق لإثبات ذاتها من دون التعويل على زوجها خصوصاً على المستوى المالي ومستوى المكانة الاجتماعية. وارتأت الصحيفة أن الذكيات من المطلقات هن من يعدن النظر في مؤهلها العلمي أو المهني، وتسعى لأن تعوض فشلها الزوجي في نجاح باهر في العمل أو الدراسة أو العمل الاجتماعي وحتى على مستوى الموارد المالية. وبينت أليسون أن المطلقة الذكية لديها فرص أكبر من غيرها لاكتشاف قدراتها من جديد لأن لديها حافزاً قوياً يدفعها للأمام، وهو البحث عن السعادة في شكل جديد لا يكون منحصراً في تجربة الزواج ولكن الحياة فيها تجارب كثيرة قد تبرهن خلالها المرأة جدراتها وحينما تحقق المرأة بعد طلاقها طموحاً قديماً من طموحاتها فإن إحساساً بالسعادة سيغمرها ويجدد نظرتها للحياة ويجعلها إيجابية جداً وقد تقودها إيجابيتها إلى تجربة حب من جديد لكن أكثر نضجاً لأنها أصبحت تعرف ماذا تريد من الارتباط. وقد تصبح المرأة المطلقة أكثر تركيزاً في عملها أكثر من الرجل لحرصها على إتقان مهنتها حتى تشعر بالرضا الذي قد لا تشعر به في حياتها الخاصة. إذاً فان بديل النجاح المهني قد يعوض على المرأة المطلقة النجاح الأسري والعاطفي.