تشير الموافقة الصادرة عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الهجمات الكيماوية في سوريا إلى أن اختتام محادثات إيران بشأن الملف النووي مهدت الطريق لتجديد التحرك الدبلوماسي إزاء أكثر صراعات الشرق الأوسط دموية. وبعد مرور 18 شهراً من المفاوضات المكثفة بين القوى الكبرى في العالم وإيران، والتي استنفذت معظم قدرات العالم الدبلوماسية، فإن التصويت بالإجماع من قبل 15 عضواً في مجلس الأمن لتحديد هوية من يستخدم غاز الكلور في سوريا ضد المدنيين السوريين يعيد الحرب الأهلية في ذلك البلد إلى بؤرة الاهتمام مجدداً. تسوية سياسية وبالنظر إلى أن انضمام روسيا إلى الولايات المتحدة في دعم القرار الصادر أخيراً، فإن الدبلوماسيين الروس وبعض خبراء المنطقة يقولون إن هناك مؤشرات متزايدة تدل على أنه أعيد فتح باب إيجاد تسوية سياسية، ولو بشكل موارب حتى الآن، للحرب الأهلية في سوريا، التي تدخل الآن عامها الخامس. ويقول مايكل دويل، الخبير في العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا في نيويورك، والمستشار الخاص السابق للأمم المتحدة: هذا ليس اختراقاً لتسوية سياسية بل البداية فقط. وركز القرار الذي مرر، أخيراً، على الهجمات التي استخدمت غاز الكلور ضد المدنيين السوريين، على الرغم من اتفاق سبتمبر عام 2013 بين الولايات المتحدة وروسيا لإزالة وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية. وذكرت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى أن الدلائل تشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو الطرف الوحيد في الحرب السورية الذي يقاتل باستخدام طائرات الهليوكوبتر. فيما قالت روسيا التي تعتبر الحليف الرئيسي للأسد إنه ليس هناك من دليل على المكان الذي انطلقت منه الهجمات. توسيع العمل الدبلوماسي وعلى الرغم من تركيز القرار على تحديد هوية الأطراف المسؤولة عن تنفيذ الهجوم بالغاز، إلا أن الدبلوماسيين الأميركيين يعقدون الأمل على أن المبادرات، وبخاصة الدور الروسي، يمكن أن تقود إلى توسيع نطاق العمل في سوريا. وظهرت علامات على تجدد التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا عقب لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ماليزيا، أخيراً، للدفع باستخدام قرار استخدام المادة الكيماوية في سوريا إلى الأمام. ويخطط الدبلوماسيان لتخليص سوريا من الأسلحة الكيمياوية. وتشير مصادر في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة ترى في الدعم الإيراني لسوريا خطوة لا تخدم أي جهد لحل الصراع السوري من خلال التوصل إلى تسوية سياسية. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية إنه :في حال أرادت إيران أن تعلب أي دور توجيهي فيجب أن يكون ذلك دوراً لا تساند فيه الأسد، فأي دعم علني لهذا النظام ليس بداية لتسوية ما. ولو وضعت إيران جانباً، فإن عدم التواصل الأميركي الروسي بشأن من وكيف سيصل إلى تسوية سلمية يواصل إلقاء الظلال على أي حل للملف السوري. حل أبدت روسيا رغبة في المضي بالدبلوماسية مجدداً، وذلك بينما أعلنت إيران، أخيراً، إنها تعتزم قريباً تقديم خطة سورية للسلام إلى الأمم المتحدة تشتمل على مجموعة نقاط رئيسية. ويعد الجزء الأصعب في الملف السوري هو الرئيس السوري بشار الأسد.