قرأت في إحدى الصحف خبراً مفاده أنّ هناك اتجاهاً من الدولة لإنشاء مدن صناعية في المدن الصغيرة وحتى في القرى وتزويدها بالوقود، وبالطبع دعم المصانع التي تنشأ فيها من الدولة وتيسير حصولها على قروض، وهذا إن صحّ فهو خطأ فادح، ومأتى الخطأ ليس في إنشاء المصانع نفسها، ولكن أولا في التفكير في استخدام الوقود فيها، ذلك لأننا نستهلك حاليا ر ملايين برميل من البترول يومياً، ولو سرنا على هذا المعدل فسيصل استهلاكنا للبترول إلى ر ملايين برميل في المستقبل القريب، وهذا بالتالي يعني نقص الكميات التي نصدرها وانخفاض دخلنا المحلي وربما ندخل في قائمة الدول الأكثر فقراً، ثمّ إنّ هذه المصانع ستستخدم عمالة أجنبية برواتب متدنية وسيقضون على الثقافة المحلية ويرتكبون الجرائم كما ثبت بالتجربة، كما سيضيفون رقماً جديداً إلى عدد السكان الأجانب ويقل عدد السعوديين بالنسبة لهم، ويصبح الوطن غير الوطن، ولكن ما البديل؟ البديل إذا كنّا عاجزين عن الإبداع، أن نقلّد الذين أبدعوا، فالصين مثلاً بدأت في إنشاء مصانع تعمل بالطاقة الشمسية، وهناك الآن مصنع يعمل بالطاقة الشمسية لصنع السخانات، ولأنّ الطاقة الشمسية أرخص من الوقود فسعر السخان لا يزيد عن دولاراً، وموقع هذا المصنع موجود على الانترنت، وإذا استخدمنا الطاقة الشمسية في المصانع المزمع إنشاؤها فستكون تكلفة الناتج النهائي منخفضة، وبذلك يمكن أن نستخم عمالة سعودية من أبناء هذه المدن الصغيرة ونعطيهم رواتب مجزية ونحدّ من هجرتهم للمدن الكبرى، وبذلك نكون قد ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد.