ظل ولايزال المواطن رمزا في ولائه وانتمائه لوطنه السعودي الأبي، وبرغم ما حدث من اعتداء على إحدى مؤسسات قواتنا متمثلا في الاعتداء على قوة الطوارئ الخاصة في منطقة عسير ندرك أننا اليوم أكثر حاجة للوحدة والتوحد والشعور بخطورة ما يحاك لنا وما يراد بنا من فئة ضالة منحرفة عن الحق والعدل استغلها ضعاف نفوس حاقدون ليحولوا بعض شبابنا إلى سهام مسمومة تحاول النيل من أمن ومقدرات الوطن، ونحن اليوم عمليا وحدة مثالية للمواجهة وبوحدتنا نقف سدا منيعا في وجه كل الموجات المتطرفة التي لا تمت بصلة إلى ما تدعي الانتماء إليه، ولا ريب أن مسؤوليتنا التشبث بالحكمة والتسلح بالوعي، مؤازرين قواتنا وجنودنا في معركتهم المفتوحة مع الإرهاب، فكل موقف وكل كلمة وكل سلوك سيحسب لنا أوعلينا في مثل هذا الظرف العصيب، ومن لوازم وطنيتنا اليقظة التامة والمتابعة بوضوح وحزم ضد كل متطرف أو خارج على منظومة وحدتنا الوطنية، فالجبهة الداخلية للوطن هم المواطنون أولا وكلما كانوا أوفياء مع جيشهم وقواهم الأمنية كلما تحجم الشر واندحرت الوحوش وانكسرت شوكة البغي، ونعلم يقينا أن المترصدين يريدون ويعدون شرا لهذا البلد ومن ذلك تحويلنا إلى فئات وجماعات متناحرة ومذاهب متخاصمة إلا أن المواطنين بما وهبهم الله من استشعار للأمن خيبوا مساعي الضالين والمضللين فنحن اليوم جميعا قوات طوارئ من القطيف والأحساء شرقا إلى نجران جنوبا مرورا بالشمال والغرب وثقتنا بدولتنا ومؤسساتها وقواتها لا حدود لها إلا أننا نعي دورنا الوطني في مثل هذه الأحداث العابرة وندرك جيدا مدى وحجم اللعبة القذرة لمن يقف وراء هؤلاء الشباب المفجرين دون وعي بخطورة ما أقدموا عليه، ولعل مشهد المواطنين وهم يؤدون صلاة الجنازة على أرواح شهداء الوطن في عسير يرسم صورة التلاحم والتوحد والعزم والحزم على الوقوف بقوة في وجه كل من أراد بنا سوءا أو بوطننا غدرا وكيدا ، فالوطن بقيادته السياسية وهيئاته الشرعية وقواه الوطنية يبدد ظن الخائبين ويشيع الأجواء الإيجابية الصامدة في وجه كل خائن وغادر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.