يتضمن الاتفاق النووي الإيراني، الموقع أخيراً، حظراً يستمر ثماني سنوات على عمليات بيع الصواريخ الجديدة ذات الرؤوس التقليدية. ويثير هذا البند تحديدا قلقا لدى المراقبين، شأن الحقيقة القائلة إن الاتفاق يسمح ببيع الأسلحة التقليدية لإيران في غضون خمس سنوات، من حيث أنه قد يسمح لإيران بتصعيد عسكري في المستقبل. وخلافا لأسلحتها التقليدية، حققت إيران تقدما في إنتاج صواريخ كروز والصواريخ البالستية الخاصة بها، ويبدو أنها أخرت بعض الاختبارات على صواريخها عمدا لتقليل الانتقادات السياسية بشأنها خلال المفاوضات النووية. تقنيات عسكرية أجنبية وبحسب المراقبين، فإن إيران حظيت بعمليات نقل كبيرة للتقنية من كوريا الشمالية، وتمكنت من استخدام شبكة مكاتب الشراء الواسعة التابعة لها ومنظمات الواجهة لشراء تقنيات إنتاج صواريخ مهمة. وهناك بيانات قليلة بشأن القدرات النووية الإيرانية الحقيقية وبشأن برامج الصواريخ البالستية العابرة للقارات. وعلى الرغم من عدم وجود طرق يمكن التعويل عليها للتنبؤ بمستقبل تطوير الصواريخ الإيرانية، إلا أن هناك عشرة عوامل يجب أن تأخذ في الحسبان لدى تقييم مدى تأثير الاتفاق النووي أو عدم تأثيره على مستقبل تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية، وهي كما يلي: أولا: إيران قوة صاروخية متنامية، وتمتلك تقنيات وقواعد إنتاج أكثر تعقيدا، وهي على صلة بعمليات التطوير في كوريا الشمالية. ثانيا: من غير الواضح ما إذا كانت طهران ستسعى إلى شراء أنظمة صاروخية بكاملها من دول أخرى، بعد مرور ثماني سنوات على إبرام الاتفاق. ثالثا: يمكن لإيران حيازة تقنيات أساسية عبر الاعتماد على منظمات الواجهة بزعم تطوير برنامجها الفضائي وشراء التقنيات ذات الاستخدام المزدوج لتحسين دقة صواريخها. ولا يبدو أن هناك تأثيرا يذكر على مهلة الثماني سنوات الممنوحة لإيران والمنصوص عليها في الاتفاق النووي على هذا الشق من تطوير قدرات طهران العسكرية. رابعا: ليست هناك طريقة مثالية لتقدير مدى قرب أو بعد تحول إيران من دولة ذات قدرات صاروخية تفتقر بشكل كبير إلى دقة إصابة الأهداف العسكرية الحساسة برؤوسها الحربية الحالية إلى دولة ذات قدرات أوسع في هذا المجال. قدرات صاروخية خامسا: تمتلك إيران قدرة تؤهلها لاستخدام صواريخها المضادة للسفن في ضربات ضد السفن المقاتلة أو التجارية. وتتنوع هذه الصواريخ بين بعيدة وقريبة المدى. ويجب أن ينظر إلى التهديد الصاروخي الإيراني بصورة واسعة وليس من حيث قدراتها الصاروخية البالستية فقط على إصابة أهداف برية. سادسا: قامت إيران بتسليح حزب الله بصواريخ قصيرة المدى أكثر دقة، وزودته بمخزون إضافي يمكنه استخدامه ضد إسرائيل. سابعا: تمتلك بعض الدول العربية طائرات مقاتلة متطورة مسلحة بصواريخ جو أرض بالغة الدقة. ثامنا: تمتلك بعض الدول العربية قدرات صاروخية ، وتفتقر هذه الصواريخ إلى الدقة الكافية لشن مزيد من الضربات الصاروخية على أهداف واسعة النطاق. تاسعا: طورت إسرائيل قدراتها الصاروخية باستمرار. وتمتلك بعض الدول العربية صواريخ باتريوت متطورة من طراز باك-3، وتتطلع إلى امتلاك دفاعات صاروخية عالية القدرات. عاشرا: قدمت الولايات المتحدة لبعض الدول العربية في الماضي قدرات ردع موسعة.