كثّف النظام السوري في الساعات الماضية حملته الجوية على منطقة سهل الغاب بريف حماه الغربي بالتزامن مع احتدام الاشتباكات بين قواته وقوى المعارضة، فيما أفيد بتجدد المعارك في منطقتي داريا والزبداني التي يحاول النظام وحزب الله منذ الرابع من شهر يوليو (تموز) الماضي السيطرة عليهما. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» باستهداف الطيران المروحي التابع للجيش السوري النظامي، قرى خاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة سهل الغاب بريف حماه الغربي، ما أسفر عن دمار هائل في الأبنية السكنية. وقال الناشط الإعلامي المعارض خالد العمر إن الطيران المروحي استهدف قرى قليدين وقسطون والعنكاوي والحويجة والحواش بأكثر من 20 لغمًا بحريًا، أدى إلى دمار سبعة منازل سكنية في المناطق المستهدفة. وقال المكتب إن فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات جيش الفتح، دمرت دبابة t72 وسيارة مزودة برشاش من عيار 23 ملم، عبر استهدافهما بصواريخ من طراز «تاو»، ما أدى لمقتل كامل طاقمهما، في حين قتل ثلاثة عناصر من المعارضة في بلدة الزيارة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف حماه الغربي، خلال الاشتباكات الدائرة بين الطرفين في محاولة المعارضة السيطرة عليها. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة من طرف وقوات النظام المدعمة بمسلحين قرويين موالين لها وعناصر من حزب الله من طرف آخر، في محيط قريتي المشيك والبحصة وأطراف بلدة المنصورة بسهل الغاب في ريف حماهة الشمالي الغربي، لافتا إلى أن المواجهات ترافقت مع قصف الطيران المروحي والحربي بالبراميل المتفجرة والصواريخ لمناطق في قرى العنكاوي والدقماق والزقوم والزيادية ومحيط المحطة الحرارية بمنطقة زيزون. وفي مدينة داريا في الغوطة الشرقية، احتدمت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وكتائب المعارضة من جهة أخرى، ترافقت مع قصف عنيف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة. كذلك قصفت قوات النظام، وبحسب المرصد السوري، مناطق في أطراف مدينة معضمية الشام، وسط أنباء عن سقوط جرحى. وقال ناشطون إن قوات النظام السوري المتمركزة على الجبهة الشرقية بريف دمشق قصفت مدينة معضمية الشام بوابل من القذائف، مستهدفة الأحياء السكنية المكتظة بالأهالي، مما تسبب في سقوط 4 قتلى وعشرات الجرحى، أكثرهم من الأطفال والنساء. ووجهت الكوادر الطبية التي انتقلت للمكان لإنقاذ الضحايا نداءات استغاثة لفتح ممرات إنسانية لإجلاء الجرحى وعلاجهم خارج المدينة، التي تعاني نقصا حادا في الأدوية، وعدم القدرة على علاج الكم الهائل من المصابين، بسبب الحصار المفروض عليها. وتجددت في الساعات الماضية الاشتباكات العنيفة بين عناصر الفرقة الرابعة وحزب الله وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من طرف، وفصائل المعارضة من طرف آخر في مدينة الزبداني، التي فشل الطرف الأول منذ الرابع من شهر يوليو الماضي في السيطرة عليها. وفي إدلب، قتل 10 مدنيين على الأقل بينهم طفلان على الأقل، جراء غارة للطيران الحربي على منطقة سوق الغنم بناحية سنجار في ريف معرة النعمان الشرقي، بحسب المرصد السوري، بينما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من قبل «جبهة النصرة» منذ أكثر من عامين. في هذا الوقت، اندلعت اشتباكات بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية، في ريف بلدة تل حميس بمحافظة الحسكة. وقال الناشط الإعلامي محمد الحسكاوي، لمكتب أخبار سوريا، إن محاولات متكررة من قبل الطرفين لا تزال مستمرة للسيطرة على أطراف بلدة تل حميس، التي يحاول التنظيم التقدم باتجاهها، فيما تحاول الوحدات الكردية مدعومة بطيران التحالف الدولي، صدّ هجماته. وأضاف الحسكاوي أن اشتباكات بين الطرفين دارت أيضا في محيط بلدة تل براك بريف الحسكة الشرقي، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة. وكان طيران التحالف قصف مواقع للتنظيم في كل من فوج الميليبية وقرية غزالة جنوب مدينة الحسكة. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلقاء مروحيات النظام السوري ما لا يقل عن ألفي برميل متفجر خلال شهر يوليو الماضي، تركزت معظمها في ريف دمشق. وبحسب الشبكة، فقد تسببت هذه البراميل في مقتل 368 شخصًا خلال الشهر الماضي، بينهم 38 طفلاً و29 سيدة. كما خلفت هذه البراميل، وفقًا للشبكة، أضرارًا بـ27 مركزًا حيويًا عبر سوريا.