×
محافظة المنطقة الشرقية

«فضية وبرونزية» لأخضر البولينج في «خليجي 9»

صورة الخبر

عن بكرة أبيها خرجت قرية دوما بعد ظهر اليوم بشيبها وشبانها ونسائها لتشييع "شهيد المحرقة" سعد دوابشة الذي استشهد فجر اليوم السبت في مشفى سوروكا الإسرائيلي متأثرا بحروقه التي أصيب بها قبل أسبوع بعد قيام مستوطنين بحرق منزله في القرية يوم الجمعة الماضي. وعلت أصوات آلاف المشيعين في حارات القرية وبين أزقتها بشعارات وهتافات، وطالبوا بالرد على جريمة المستوطنين والانتقام لروح الشهيد دوابشة وطفله الرضيع علي الذي استشهد فور إصابته يوم الحريق في منزله. واعتلت صورتاهما معا جدران المنازل والمركبات في القرية وحتى قمصان أطفالها، وأقيم معرض صور يوثق جريمة المستوطنين. ولف الشهيد بالعلم الفلسطيني وحمل المشيعون العلم الفلسطيني ورايات لمختلف الفصائل الفلسطينية التي شاركت في التشييع، ولا سيما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي أعلنت تبنيها للشهيد، وأكدت في بيان لها وصل الجزيرة نت أنه أحد أبنائها، كما شارك قياديون سياسيون في التشييع وقادة أحزاب داخل فلسطين المحتلة عام 1948. وبعيد التشييع وقعت مواجهات بين الشبان الغاضبين من قرية الشهيد وقوات الاحتلال التي انتشرت عند مفترقات الطرق الرئيسية وبالقرب من مداخل المستوطنات دون الحديث عن أي إصابات. والدة الشهيد سعد دوابشةأثناء تشييع نجلها (الجزيرة نت) وأثناء مشاركتها في التشييع ظلت أم نصر والدة الشهيد تنشد ومعها النساء المشيعات قائلة "يا أم الشهيد زغردي.. الموت ولا المذلتي"، و"يا أم الشهيد زغردي.. كل الشباب ولادك" في محاولة لطمأنة نفسها وتصبيرها على مصيبتها الجلل بفقدها نجلها وحفيدها معا. وقالت والدة الشهيد سعد للجزيرة نت إنهكان يتفقدها كثيرا، إذ لا يعود من عمله إلا ويأتي لزيارتها، وتقول "نعم سأشتاق له وأفتقده لكني لن أنساه"، ودعت لتعجيل الانتقام من المجرمين المستوطنين. وقال شقيق الشهيد نصر دوابشة للجزيرة نت "إن هناك تلكؤا من الاحتلال الإسرائيلي في كشف المنفذين من المستوطنين"، وقال إن هناك غطاء سياسيا لهم من حكومة الاحتلال ممثلة برئيسها بنيامين نتنياهو. وحذر من أن تقوم هذه المجموعة المتطرفة من المستوطنين بتنفيذ جرائم أخرى وحرق عشرات الفلسطينيين قبل أن يتم اعتقالهم ومحاكمتهم. ضابط إسعاف يحاول تغطية الشهيد سعد دوابشة قبيل تشييعه (الجزيرة نت) وأكد ذلكمنسق فعاليات التضامن مع عائلة الشهيد سمير دوابشة بقوله إن العائلة ومنذ أسبوع تتجرع الألم على مراحل بتناقل أخبار غير صحيحة عن صحة الشهيد وعائلته، وبين أنهم أصروا على تشريح جثمان الشهيد فلسطينيا لكشف جرائم الاحتلال. وقال إنهم سيذهبون بنتائج التحقيقات التي أجروها والتقارير الطبية وكل ما جمعوه من أدلة ووثائق إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على عنفها المتصاعد ضد الفلسطينيين وإرهاب مستوطنيها. من ناحيته، أكد مدير معهد الطب العدلي في جامعة النجاح ريان العلي أن التشريح أوضح أن سعد استشهد متأثرا بالحروق الشديدة التي أتت على 80% من جسمه ولم تعد أعضاء جسمه تقوى على العمل والقيام بوظائفها. من جهته، قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع على هامش مشاركته في التشييع إن المستوطنين لديهم من الجرأة والثقة والدعم من الحكومة الإسرائيلية ما يخولهم لاقتراف المزيد من الجرائم، ودعا المسؤولين الفلسطينيين لكشف قواعد التنظيم الإرهابي ومحاسبة من يدعم المستوطنين ويحميهم. وخيم الحزن على دوما التي لم تزل تتجرع ألم الموت منذ أسبوع بعد أن أحرق المنزل واستشهد الطفل الرضيع، وتخشى أن تفجع بمن تبقى من عائلة سعد كزوجته رهام أو نجله أحمد (أربع سنوات) اللذين يخضعان للعلاج داخل المشافي الإسرائيلية.