×
محافظة المنطقة الشرقية

العصيمي: على المرشحين للوظائف التعليمية إجراء فحص السموم بمستشفيات حكومية

صورة الخبر

تأملت في هزيمة المسلمين الاولى بالجزيرة العربية، في غزوة أحد وكيف لدولة يقودها الرسول الكريم وقد كان قائدا حربيا بارعا وضع كل قواعد النجاح والنصر في المعركة وفي الحياة، وأنشأ جيلا قادرا على صنع المعجزات، كيف لهذا الجيل أن ينهزم؟ كما تأملت في هزيمة المسلمين بالاندلس في موقعة بلاط الشهداء، وقد كان عبد الرحمن الغافقي قائدا بارعا أسس جيشا قويا مرتفع المعنويات لديه الخبرة الكافية والعدد الكبير أن ينهزم، كان لتلك الهزيمة أكبر الاثر في وقف المد الاسلامي لفرنسا وباقي اوروبا الغربية ليعودوا بعدها في التراجع تدريجيا للخلف حتى يخرجوا منها! إنه نفس السبب الذي لم يتعلموا منه رغم تقدم العلم والمعرفة بالعالم الاسلامي والخطط الحربية خلال تلك الحقبة، والاجابة في سبب الهزيمة في الحالتين هو نفسه، أنها الغنائم! طلب النبي الكريم من بعض الرماة الوقوف فوق الجبل في الثغرة التي كانت تكشف المسلمين اثناء الحرب و قبل بداية المعركة قال لعبدالله بن جبير قائد الرماة: "انْضَحْ عَنَّا الْخَيْلَ بِالنَّبْلِ لَا يَأْتُونَ مِنْ خَلْفِنَا، إِنْ كَانَتْ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا فَاثْبُتْ مَكَانَكَ، لَا نُؤْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ". ثم قال للرماة: "إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَوَطِئْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ". لكن الرماة ما ان شعروا باقتراب النصر الا وقد تركوا اماكنهم فوق الجبل مهرولين للحصول على الغنائم! أدرك خالد ابن الوليد فتح الثغرة فعاد ودخل منها وانهزم المسلمون! وفي الحرب الثانية في معركة بلاط الشهداء حرص المسلمون على غنائمهم الكثيرة التي غنموها، والتي كانت في مؤخرة الجيش فارسل اليهم جيش الفرنجة جزءا من جيشهم ليضربها، وعندما ترك المسلمون أماكنهم وعادوا ليدافعوا عن غنائمهم! اختل نظلم الجيش وانهزموا رغم شدة حرص القائد عبد الرحمن الغافقي على أن يعودوا لأماكنهم، لكن الحرص على الغنائم كان أكثر جذبا لقلوبهم من الاستماع لنداء القائد! فانهزموا. إنه نفس الدرس، يتكرر بشكل مختلف وفي أوقات مختلفة، لكنه هو نفسه، و ما يحدث في الحرب إن هو إلا صورة شديدة التركيز لما يحدث في الحياة بشكل متكرر لكل منا، يقول النبي الكريم: رجعنا من الحهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه! انها القصة المتكررة التي تؤدي إلى الفشل كل يوم، في الحياة، إنها الغنائم عندما تدخل القلوب فتزيغ النفوس عن الهدف، الغنائم المتاحة تجعلنا نغض الطرف عن الهدف البعيد، عن اتباع الطريق والاستمرار فيه ، فاذا التفتنا عن الهدف ضاع! انها قصة متكررة في الحياة والحرب والدول والشعوب والأفراد. إنها الغنيمة تلك الجوهرة المتلألئة التي تخطف قلوبنا وأيصارنا فتجعلنا نحيد عن أهدافنا! فننكسر. ] محمد شاهين