< طالب المقدم الدكتور راشد الشلوي من شرطة محافظة الطائف بضرورة إعادة النظر في معايير وضوابط الخطط المعدة للمحافظة على المنشآت السياحية من المسؤولين عنها، اعتماداً على تحليل المخاطر ومستويات التهديدات المحتملة في ظل تغيرات البيئة السريعة، مؤكدًا أهمية تأمين وحماية المنشآت السياحية. ومن جهة أخرى، تواصلت فعاليات ملتقى «أمن وسلامة الآثار والمنشآت السياحية»، الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والمنظمة العربية للسياحة ومحافظة الطائف في يومها الثاني، بعقد ثلاث جلسات، إذ سلطت الضوء في جلستيها الثالثة والرابعة على خطط وإجراءات أمن وسلامة الآثار والمنشآت السياحية، فيما ناقشت الجلسة الخامسة محور التجارب الدولية والعربية في أمن وسلامة الآثار والمنشآت السياحية. ففي الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور مسفر الخثعمي، شارك أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الغزي، ببحث بعنوان «واقع حماية وتطوير المواقع الأثرية والسياحية في السعودية»، موضحاً فيه أن مصادر المعلومات عن مواقع الآثار كانت في السابق عن طريق الرحالة على اختلاف قدراتهم ومشاربهم، أو من خلال البعثات الأجنبية المبكرة، أو عن طريق وكالة الآثار والمتاحف، حتى أتت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مبيناً أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها الحكومة في سبيل تأهيل المواقع الأثرية لتصبح مواقع سياحية. عقب ذلك تحدث الدكتور سعد عبدالعزيز الراشد من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عن بحثه «أمن الآثار وسلامتها في العالم العربي - تجربة السعودية»، مقدماً عرضاً موجزاً عن الآثار والتعريف بها وأهميتها، كما قدم عرضاً عن تجربة المملكة في العناية والاهتمام والمحافظة على الآثار والتراث العمراني الوطني من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. فيما استعرض أستاذ جامعة البلقاء الأردنية الدكتور حمزة الخدام، بحثه المعنون بـــ «دور الشرطة السياحية في حماية السياح والمنشآت السياحية والأثرية في الأردن»، مفيداً بأن العلاقة بين الأمن والسياحة علاقة طردية، فعندما تنشط السياحة في بلد ما، فهي دليل على وجود الأمن، مؤكداً أن دور الشرطة السياحية بالأردن إيجابي، وأنها توفر الوسائل والتقنيات الأمنية اللازمة لحماية المنشآت السياحية والأثرية. وفي الجلسة الرابعة التي ترأسها أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج، تحدثت الدكتورة رقية عواشرية من جامعة باتنة بالجزائر، عن بحثها «تطبيقات علم الآثار الوقائي في حماية التراث الأثري المطمور في الجزائر»، بينت فيه أن أكبر خطر يواجه التراث الأثري المطمور هو المشاريع والتوسع العمراني من دون تطبيق علم الآثار الوقائي، مثنية على التجربة الفرنسية في هذا المجال وطالبت بالاستفادة منها. بعدها تحدث اللواء متقاعد من القوات المسلحة المصرية وكيل كلية العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور محمد مظلوم عن «إدارة الأزمات السياحية»، أكد خلاله وجوب مواجهة الأزمة - قبل وأثناء وبعد. وفي الجلسة الخامسة التي ترأسها الدكتور سعد الراشد، قدمت الأستاذة بكلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة نورة محمد التويجري شرحاً عن بحثها حول «أهمية الآثار التاريخية في السعودية وكيفية حمايتها وصيانتها من الأضرار المهددة لها»، مشيرة إلى أن التراث الحضاري يعبر عن الهوية الوطنية والجسر الواصل بين الماضي والحاضر. وتطرقت إلى ما تحتضنه المملكة من مواقع تاريخية، والجهود الوطنية في حمايتها وترميمها، مدعمة ذلك بعرض مرئي لبعض المواقع كالدرعية ومدائن صالح، مشيرة إلى أهم الأخطار التي تهدد الآثار كالسيول والصواعق والرطوبة وتغير المناخ والحرائق والكتابة عليها أو طمسها.