×
محافظة الجوف

مجسمات الخضار تثير الجدل بميقوع الجوف

صورة الخبر

لا يتصرف المستوطنون من تلقاء أنفسهم، فهم يحظون بحماية جنود الاحتلال أثناء اعتداءاتهم على المزارعين وحرق المحاصيل أو سرقتها وقطع الطرق وتوسيع المستوطنات، وقد كوفئ مستوطنو بيت ايل قرب رام الله، بعد حكم محكمة بإزالة مبنيين أقيما على أرض قرية قريبة بثلاثمائة وحدة سكنية بقرار من نتنياهو وطلب من نفتالي بينيت الذي يتزعم التطرف الرسمي في الحكومة الذي أعلن عن طلبه في تظاهرة للمستوطنين أثناء محاولة الشرطة هدم مبنيين الأسبوع الماضي، وسرعان ما لبى نتنياهو الطلب بعد ساعات وأعلن عن المزيد من عطاءات البناء في بيت ايل والقدس المحتلة. ولا أظن أن الاحتلال لا يعرف حارقي الرضيع في دوما، لأن أهالي دوما يتعرضون يومياً لاعتداءات استيطانية ويعرف الاحتلال خلايا الإرهاب الاستيطاني بالصوت والصورة، إذ لديه كاميرات تصوير على كل المفارق والطرق وحول المستوطنات ويستطيع تحديد القتلة خلال دقائق، ولكن هناك رغبة في إخفاء مرتكبي الجريمة حتى تتضخم القضية، فالتستر الاحتلالي واضح إلا إذا قدم ملف الجريمة إلى الجنائية الدولية لتحقق فيه، وفي هذه الحالة ستعتقل سلطات الاحتلال المجرمين لمحاكمتهم بسرعة لأن محاكمتهم ستغلق ملف التحقيق في الجنائية الدولية طبقاً لقانون المحكمة الدولية، وحتى في حالة القبض عليهم سيتم عرضهم على أطباء نفسيين لإظهارهم كمضطربين عقلياً وغير مسؤولين عما اقترفوه من جرائم، كما حدث في وقائع سابقة. تنشط في الضفة جماعات إرهابية يهودية عدة، منها جماعة تدفيع الثمن التي تنفذ عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين إذا صدر تصريح أمريكي أو قرار دولي أو إجراء إسرائيلي ضد الاستيطان، بمعنى انهم ينتقمون من العرب دوماً، وهناك جماعة فتيان التلال التي تخصصت في مهاجمة القرويين وحرق مزروعاتهم واقتلاعها وسرقة مواشيهم، وهناك جماعة جديدة تضم شباناً متدينين يسمّون أنفسهم ملكوت القدس ويريدون تقويض الكيان الإسرائيلي لأنه يعوق قدوم المسيح المخلص وطرد الأغيار، أي العرب، وبناء الهيكل المزعوم وتدمير الكنائس والمساجد لأنها وثنية، حسب اعتقادهم، وهذه الجماعة عنيفة وهي المتهمة بحرق الطفل علي دوابشة. وكان نتنياهو حاول تدارك الجريمة باتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني، متجاهلاً أنه نسف تفاهمات تم التوصل إليها مؤخراً بتهدئة الاستيطان في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني، ولقاء سري عقد في عمان بين الوزير سيلفان شالوم وأمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، جرى فيه الاتفاق على خطوات بناء ثقة من دون وسيط، لكن الأحداث الأخيرة نسفت التفاهمات بعدما رضخ نتنياهو لمطالب المستوطنين، فاليمين الإسرائيلي المتطرف يسيطر عملياً على الحكومة الإسرائيلية، وعندما تلوّح الأحزاب حليفة نتنياهو بالخروج من الحكومة فإنها ستسقطها، وهناك من يدعو نتنياهو إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة، وهو المعسكر الصهيوني بزعامة هيرتسوغ، لكن نتنياهو يتعرض لتهديد خروج ثلث نواب الليكود من الحزب في حالة تحالفه مع هيرتسوغ، بينما يواجه الأخير خطر خروج ثلث نواب حزبه من الحزب الصهيوني في حالة تحالفه مع نتنياهو. هذا الوضع المحيّر لا يختلف كثيراً عن الوضع الداخلي الفلسطيني، حيث وصلت حماس وفتح إلى نقطة الفراق بعد إجراء التعديل الوزاري الأخير على حكومة الوفاق من دون موافقتها، وشنت حملة إعلامية ضد الرئاسة الفلسطينية لعلمها بأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عارضت إجراء تعديل، بل استمرار الحكومة على ما هي عليه وكذلك عارضت اللجنة المركزية إجراء التعديل قبل استنفاد محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية فصائلية. وتشترط حركة حماس لتشكيل حكومة فصائلية عقد اجتماع للجنة الإطار القيادية لمنظمة التحرير المتفق عليها في برنامج المصالح، وعقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة وضم 54 ألف موظف من حكومة حماس إلى كادر الحكومة وصرف رواتبهم، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية. لكن الرئاسة الفلسطينية رأت أن شروط حماس تعجيزية ويستغرق بحثها ثم تنفيذها فترة طويلة فقررت إجراء تعديل حكومي طفيف. وعلى الأرض، هناك تذمر شعبي واسع من ممارسات الاحتلال خاصة في صفوف قواعد فتح التي بدأت تتحدث عن ضرورة وجود لجان حراسة في القرى وقطع الطرق أمام المستوطنين ومواجهتهم في كل المواقع، لكن دخول "حماس غزة" على الخط وتكريسها خطابها الإعلامي للتصعيد في الضفة فقط، فُهم منه أنه يرمي إلى خلق حالة من الفوضى وإحراج السلطة وليس مقاومة الاحتلال، فبينما إعلام حركة حماس وقنواتها الفضائية تركز على ضرورة التصعيد للرد على جرائم الاحتلال والمستوطنين، ووصل الأمر إلى نشر كاريكاتير في صحيفة الرسالة التابعة لحماس يصف فيه أهل الضفة بالجبن والخيانة، كانت قوات الاحتلال تقتل شاباً من مخيم الجلزون قرب رام الله وشاباً من بيت لاهيا، لكن حماس تجاهلت شهيد بيت لاهيا ولم تدع للرد على قتله، بل الرد على استشهاد الشاب في الضفة. وهذا ينم عن حالة التنافر والعجز الفلسطيني الحالية في مواجهة الاستيطان والاحتلال سياسياً وعسكرياً. hafezbargo@hotmail.com