×
محافظة المنطقة الشرقية

صرف قروض وتسهيلات سكنية للمواطنين قريبا

صورة الخبر

يمتاز الفن الإسلامي بالكثير من الخصائص التي تعكس هويته وخصوصيته الثقافية التي تعتبر المرجعية التي متح منها الفنان المسلم إبداعه، ومن بين أهم هذه الخصائص كراهية الفراغ، والتركيز على الزخارف المسطّحة، والبعد عن الطبيعة، والتكرار، والرسم التوضيحي والصور الصغيرة، والترابط والتراكب، والتكافؤ بين الشكل والأرضية، واللون وغيرها الكثير. ولكل من هذه الخصائص ميزتها الخاصة التي تضفي على الفنون الإسلامية بعداً جمالياً أخاذاً. لجأ الفنان المسلم منذ البداية إلى تغطية المساحات وعدم تركها من دون زينة أو زخرفة، ولعل ذلك يتجلى بوضوح في ازدحام العمائر والتحف الإسلامية بالزخرفة الكثيرة والمتواصلة التي تغطي كل المساحة أو جزءاً منها، ما جعل من الفنون الإسلامية فنوناً زخرفية بالدرجة الأولى، كما انصرف الفنانون عن التجسيم إلى تغطية المساحات برسوم سطحية، ما جعل النتوء والبروز يندران في الرسوم الإسلامية، مع ميل كبير إلى التلوين والتذهيب للتخفيف من حدة هذا النقص. ومن خصائص الفن الإسلامي كذلك البعد عن تمثيل الطبيعة، فكان الفنان يطلق العنان لخياله ليرسم ما يتراءى له من جمال بتصوير بديع أسهم في ابتكار أوضاع مختلفة، متفرداً بأسلوبه الخاص المائز عن الأساليب الفنية الأخرى وبخاصة الإغريقية القديمة التي عمل الفنان المسلم على التخلّص من تقاليدها. ويشكّل التكرار خاصية فريدة في الفن الإسلامي للهروب من الفراغ، وقد أدى ذلك إلى تكرار الموضوعات الزخرفية على العمائر والتحف الإسلامية تكراراً لافتاً للانتباه بأسلوب فني جميل بعيد عن الملل، ويتجلى التكرار في الفن الإسلامي في الموضوعات التي رسمها المصور الفارسي في المخطوطات، وفي الزخارف الهندسية التي تعم التحف الخشبية في العصر المملوكي، وفي زخارف الخزف الفارسي والتركي والفاطمي، وفي الزخارف التي تسود العمائر الإسبانية المغربية، وفي سائر التحف الإسلامية على الإطلاق. وثمة الكثير من الشواهد الموجودة التي تدل على هذه الظاهرة المتميزة، من بينها رسوم الحيوانات والطيور، ولا سيما الطاووس والأرانب، والسلطان على عرشه وإلى جانبه بعض أتباعه وغيرها، وهي تحتفظ في مجملها بطابع فني ماتع يعكس هوية المكان. أما الرسم التوضيحي فقد عني به الفرس والهنود ثم الترك لتوضيح وشرح بعض الكتب الأدبية، وتزيين دواوين الشعر بالصور الصغيرة، ويعود أقدم هذه الصور إلى نهاية القرن الثاني عشر، مثل شرح توضيح حكايات كليلة ودمنة، أو حيل أبي زيد السروجي في مقامات الحريري، وقد تطورت هذه الصناعة لاحقاً مع المدرسة الفارسية التترية التي عرفت ازدهاراً كبيراً في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والتيمورية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، والصفوية في القرنين السادس عشر والسابع عشر وغيرها. أما اللون فقد كانت له فسلفته الخاصة في الفن الإسلامي على مر العصور، واستخدمه الفنان المسلم ليضفي طابعاً جمالياً على رسومه، ومن أهم الألوان: الأزرق، الأخضر، والأصفر، والأسود، والذهبي والفضي وغيرها.