×
محافظة المنطقة الشرقية

لجنة أهالي البكيرية تنظم ملتقى الأطباء بتشريف المحافظ الخليفة

صورة الخبر

هل أغفل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، «إرهاب الدولة» وهو يدين الإرهاب والعنف في العالم،  أم أنه تجنب الإشارة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وممارسات العنف والعنصرية والكراهية التي تحاصر الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟! ويؤكد الدبلوماسي المصري، السقير نعمان جلال، للغد، أن الجانب الديني للزيارة، هو الأساس، وأهم أهداف زيارة البابا إلى مصر هو الحوار الذى يتم بين الكرسى الرسولى والأزهر، والذى توقف لبضع سنوات، ولكن الآن يتم إعادته بقوة كبيرة، فزيارة البابا تعزز الرغبة فى الحوار والتفاهم ، وبالتالي لم يغفل الإشارة للإرهاب الذي يلاحق الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة، فقد كانت الزيارة دعما لمسيحيي مصر في مواجهة الإرهاب.         بينما يرى المحلل السياسي الفلسطيني، محمد كعوش، في تصريحاته للغد، أن بابا الفاتيكان ركز في تصريحاته على أرض السلام في مصر التي مر بها المسيح عليه السلام، وكلم الله النبي موسى عليه السلام، وهي بالطبع تتضمن إشارة إلى موطن الأنبياء فلسطين، عيسى وموسى عليهما السلام، وهي الآن موطن للإرهاب الإسرائيلي، وأمام البابا « واقعة إرهابية» خطيرة تهدد حياة الأسرى الفلسطينيين، وكنا نأمل أن يشير الحبر الأعظم إلى أرض فلسطين المقدسة المحتلة، خاصة وهو يعلم بنسف إسرائيل لكل جهود السلام التي يسعى إليها المجتمع الدولي، وهناك أيضا «الفلسطينيون المسيحيون» الذين يعانون قسوة وسطوة دولة الاحتلال.     ومن جانبه أوضح المفكر القبطي، المحامي عيسى رياض، أن قضية فلسطين، هي قضية العرب الأولى، وهي محور الصراع والتوتر في المنطقة، ولكن بابا الفاتيكان تجنب الخوض في جوانب سياسية، وتجنب بالطبع الإشارة إلى إرهاب الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنه من بين أسباب انفلات موجة الارهاب في المنطقة وخارجها .. وقال «رياض» للغد : نحن نعلم أن دولة الفاتيكان التي تعد الأصغر في العالم، تتمتع بقوة دبلوماسية كبيرة، ترتكز على السلطة المعنوية والروحية التي تحظى بها،  كما يتمتع البابا بعلاقات دولية مميزة جدا، تمكنه من التدخل في قضايا شائكة وهامة، مثل قضية فلسطين.             مواقف الفاتيكان التاريخية والرؤية التي تناولت إغفال بابا الفاتيكان للإرهاب داخل فلسطين المحتلة ..تشير إلى مواقف الفاتيكان التاريخية، المناهضة للأساطير اليهودية .. وكان موقف الفاتيكان يثير هواجس القلق لدي «هيرتزل» مؤسس الصهيونية، عشية المؤتمر الصهيوني الأول ( 29 أغسطس/ آب 1897 ) بعد أن أصدر الفاتيكان بيانا جاء فيه :” لقد مرت 1827 سنة على تحقيق نبوءة المسيح بأن القدس سوف تدمر ، أما فيما يتعلق بإعادة بناء القدس بحيث تصبح مركزا لدولة إسرائيلية يعاد تكوينها ، فإن ذلك يتناقض مع نبوءات المسيح الذي أخبرنا بأن القدس سوف تدوسها العامة حتى نهاية الزمن ـ لوقا 40 : 42 ـ     وتوجه هرتزل برسالة إلى الفاتيكان طالبا دعمه ، ورد عليه البابا بيوس العاشر بالقول : ” لا نستطيع أبدا ، أن نتعاطف مع هذه الحركة ـ الصهيونية ـ فنحن لا نستطيع أن نمنع اليهود من التوجه إلى القدس ،ولكننا لا يمكن أبدا أن نقره ،أنني بصفتي قيما على الكنيسة لا أستطيع أن أجيبك في شكل آخر ، لم يعترف اليهود بسيدنا ولذلك لا نستطيع أن نعترف بالشعب اليهودي ..وأبلغه رفضه إقامة وطن يهودي في فلسطين ، لأنه يتناقض مع المعتقد الديني المسيحي .               لا لسيادة اليهود على الأرض المقدسة وفي عام 1917 صاغ البابا نبديكت الخامس عشر شعار : ” لا لسيادة اليهود على الأرض المقدسة ” وعارض الفاتيكان وعد بلفور منذ صدوره .. وإستقبل البابا البعثة العربية الفلسطينية التي زارت الفاتيكان في العام 1921 وتبنى رفض منح اليهود أي وضع مميز في فلسطين وذلك من خلال رسالة الكاردينال غاسباري عام 1922 وتميز موقف الفاتيكان خلال هذه الفترة بدعم المسيحيين العرب وتشجيعهم على المشاركة في النضال ضد الحركة الصهيونية.   وفي عام 1946 أرسل الفاتيكان مبعوثا إلى واشنطن ليبلغ الولايات المتحدة :  «أن الكاثوليك في العالم لا يمكن أن يجرحوا في كرامتهم الدينية إذا سلمت فلسطين لليهود أو وضعت بصورة عملية تحت السيطرة اليهودية » .. وتعرض الفاتيكان لضغوط قوية من أجل تغيير هذا الموقف، وكان الضغط مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية ،غير أن الكرسي الرسولي إستمر على تأكيد مواقفه ،فلم يعترف بإسرائيل، ورفض بداية قرار التقسيم ثم عاد للموافقة عليه   وبعد الإعلان عن قيام  دولة الاحتلال«إسرائيل» كتبت صحيفة الفاتيكان : «إن الصهيونية ليست تجسيدا لإسرائيل ، كما وصفتها التوراة ، الصهيونية ظاهرة معاصرة قامت على أساسها الدولة المعاصرة ، وهي فلسفيا وسياسيا علمانية ، إن الأراضي المقدسة والأماكن المقدسة تشكل جزءا وقطعة من العالم المسيحي » .. وأعلن البابا بيوس الثاني عشر ( في أكتوبر/ تشرين الأول 1948 ) أنه « يحبذ إعطاء طابع دولي للقدس وجوارها ، كأفضل ضمان لسلامة المقدسات في ظل الظروف الراهنة».               تغيير درامي في موقف الفاتيكان ولكن قد حدث تغييرا دراميا في موقف الفاتيكان فيما بعد ، ومع الوثيقة التي صدرت عن مؤتمر الفاتيكان الثاني في الستينيات ووقع عليها اليابا يوحنا الثالث والعشرون قبل وفاته بخمسة أشهر تطالب المسيحيين بالمغفرة لليهود وعدم تحميلهم مسئولية دم المسيح، وقصة هذه الوثيقة بدأت في عام 63 عندما انعقد المجمع المسكوني لبحث تقوية الوحدة المسيحية ، وفي الدورة الثانية من المؤتمر قدم الكاردينال ” بيا ” وهو ألماني الجنسية ، ورقة تعد الصورة التمهيدية لهذه الوثيقة ، تضمنت الورقة تبرئة اليهود من دم المسيح ، وتشير إلى أن الشعب اليهودي جزء من الأمل المسيحي ، وإنه لا يجوز أن ننسب إلى يهود عصرنا ما أرتكب من أعمال أيام المسيح ، وبرر الكاردينال كلامه بأن كثيرين من اليهود لم يكونوا يعرفون شيئا عما حدث ، كما أن بعض قادة اليهود لم يوافقوا على ما فعله سائر الكهنة !!   وحين  تم عرض هذه الورقة على المؤتمر، ثار المطران الهندي “كوتنهو ” وطالب بحذفها وإضافة فصول من الديانة الهندية والإسلامية ، واتخذ نفس الموقف كرادلة الشرق وشباب الكاثوليك بالقدس ، وأكدوا أن ذلك ليس حقا للجميع ، وطالبوا بالإلتزام بما جاء في سفر الخروج : «أنا الرب الهك ، إله غيور ، أفتقد ذنوب الأباء في الأبناء »  سفر الخروج 15:20 واستشهد القس إبراهيم سعيد رئيس طائفة الأقباط الإنجيليين ، بنصوص الانجيل التي تقرر أن اليهود طلبوا صلبه ثم أنهم قالوا : «دمه علينا وعلى أولادنا » ـ متى 27 : 25 ـ               وثيقة تبرئة اليهود وعدلت الوثيقة وصدرت في أكتوبر 1965 تحت مسمى « وثيقة تيرئة اليهود » وتضمنت التأكيد على أن « ما أرتكب أثناء آلامه ـ المسيح ـ لا يمكن أن يعزى إلى جميع اليهود الذين كانوا يعيشون آنذاك ، ولا إلى يهود اليوم ، وما حصل للمسيح من عذاب ، لايمكن أن يعزى لجميع الشعب اليهودي » وأكدت الوثيقة على عدم توريث المسئولية إلى يهود اليوم أو سحبها على جميع اليهود     ونص الوثيقة أثار جدلا واسعا بعد صدوره ، بين الطوائف المسيحية ، وقد قبلها البعض ، ورفضها البعض الآخر ، خاصة الكنائس الشرقية ، وكان تعليق قداسة البابا شنودة الثالث ـ بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية الراحل ـ «إن الذين يبرئون اليهود من دم المسيح،  يعطونهم شيئا لا يجرؤ اليهود أنفسهم على طلبه ، ولا يستطيع اليهود اطلاقا أن يطلبوا تبرئتهم من دم المسيح ، والسبب بسيط ، فاليهود لايعتقدون أن المسيح قد جاء ، فكيف يطلبون تبرئتهم من دم شخص يرفضون الإعتراف بمجيئه ولا يؤمنون بأنه جاء أصلا »               ضغط متزايدة باتجاه الفاتيكان ولكن وقوع عدوان يونيو/ حزيران  1967 واحتلال كامل القدس ، فرض إهتماما خاصا من قبل البابا « بولس السادس » بمدينة القدس ، واعتبر أن وضعها هو الأساس في العلاقة بين الفاتيكان وإسرائيل ، وحدد في خطاب له عام 1967 ثلاث نقاط أساسية : 1 ـ حماية الأماكن المقدسة والطابع التاريخي والديني لمدينة القدس 2 ـ الطبيعة الدولية للقانون الذي يجب أن يطبق على الأماكن المقدسة والقدس 3 ـ ضملنات خاصة بالحقوق المدنية والدينية للطوائف في فلسطين .. أما بشأن العلاقة مع إسرائيل فقد أكد البابا بولس السادس أنه لا يستطيع المشاركة في أي اتفاق مع بلد لا يعترف به الفاتيكان ، ولا يستطيع الإعتراف به طالما استمرت حالة الحرب في الشرق الوسط قائمة     ثم رأت المنظمات اليهودية والصهيونية ضرورة توظيف عمليات ضغط متزايدة باتجاه الفاتيكان ، واللافت أن البابا « يوحنا بولس الثاني » استجاب لهذه الضغوط ، بصدور الوثيقة المعروفة بوثيقة 1985 والتي تحدثت للمرة الأولى عن إسرائيل ، وتمزج بين اليهود كأتباع ديانة ، وإسرائيل ككيان ، معتبرة ان اليهود تميزوا بأمرين : تمسكهم بعبادة الله ( يهوه ) .. وبحب أرض الأجداد من بني إسرائيل !! وتحفل الوثيقة بجملة من المواقف التي تعكس تغيرا عميقا في مواقف الكنيسة الكاثوليكية التقليدية إزاء اليهود ، وهو ما حفز كثيرين على وصفها بالوثيقة الأشد خطورة ، والأشد مناقضة لتعاليم المسيحية ، فالوثيقة تدعو إلى « مجهود تربوي يستأصل من نفوس المسيحيين الكاثوليك أي أثر للعنصرية من شأنه تشجيع المعاداة للسامية، وأن المسيح كان عبرانيا وسيكون كذلك دائما ، وتدعو الكاثوليك في العالم ليفهموا تمسك اليهود الديني بأرض أسلافهم» ”             وثيقة باطلة ومريبة الأهداف واستوجبت مثل هذه المواقف التي تضمنتها الوثيقة ردودا كثيرة من أوساط مسيحية متعددة ، حتى أن هناك من وصفها بأنها منصوصة بفكر وروح وعاطفة تحرص على مصلحة اليهود أكثر من حرصها على حقيقة الدين المسيحي وكرامة المسيحيين وتاريخهم وتراثهم الروحي ، وبـأنها وثيقة باطلة الأسس ومريبة الأهداف  شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)