لا يوجد لدينا أجشع من بعض الشركات التي تزعم أنها مُطوِّرةٌ للعقار!. إنها تُغالي في التربّح من المواطن، لدرجة تفوق كافة نسب الربح في بيع المساكن محليًا، وربّما على مستوى العالم!. بعض هذه الشركات حصلت على أراضٍ مجانية أو بأرخص الأسعار، فإذا ما أنشأت عليها عمائر أو أبراجًا عالية من الشقق السكنية، كرّرت ربحها من الأرض في كلّ شقة، كما لو كانت هناك أرض مستقلة لكلّ شقة، ليتضاعف ربحها من الأرض بقدر عدد الشقق، وربّما أكثر بكثير، فضلًا عن الربح الفاحش من البناء نفسه فوق الأرض!. بالأمس كنت أتفرّج على عمائر وأبراج لإحدى هذه الشركات، وحسبْتُ سعر بيع المتر للشقق السكنية فوجدته أضعاف أضعاف أضعاف التكلفة بما يجعل الحليم حيرانا!. وهكذا تبيع الشركات الأرض بغلاء، وتبيع الهواء الذي بُنيت فيه الشقق بغلاء، والمواطن هو دائمًا الخاسر بلا هناء!. أنا أعلم أنّ اقتصادنا حر، وأنّ تجارة العقار دهاء وذكاء، لكن بهذا الغلاء في كلّ حبّة رمل من الأرض، وفي كلّ طوبة من البناء، وفي كلّ ذرّة هواء، وبلا ضبط حكومي، فإنّ مهنة التطوير العقاري لم تعد تطويرًا إلّا لحسابات الشركات البنكية على حساب المواطن والوطن، ويا قلب لا تحزن!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، دعت الله أن يرزق كلّ مواطن مسكنًا مملوكًا، على الأرض وفي الهواء، بعيدًا عن جشع الشركات الذي لامس عنان السماء!. @T_algashgari algashgari@gmail.com