لم تكن هذه المدينة الغالية جدا على قلوبنا في حاجة لكل هذه الحالة من الاختناق بعد ان ضاقت شرايينها بمياه الامطار.. ايتها الجميلة ايتها الرياض نحبك حتى الثمالة نحبك كما لو كنت قطعة من ارواحنا. الرياض وقد ابتلت عروقها خذلها عقوق بعضنا.. خذلها سوء تحمل بعضنا لمسؤولياته.. الرياض الغالية لاتستحق من بعضنا هذا، تستحق من الجميع الحب والامانة. نعم تكرر الخلل وتكرر تكدس المياه في طرقات الرياض.. بعض طرقات الرياض الحديثة الانشاء امتلأت بالمياه والنتيجة غرق العربات وتعرض البشر للخطر ثم اغلاق الطرق ساعات غير قليلة بهدف شفط مياه السيول..؟!! هل يعقل ان تغرق الرياض عاصمة بلادنا الغالية كلما رقت السماء علينا بأمطارها.. هل يعقل ان تكون امطار الخير سببا في خوفنا وبقائنا في منازلنا واعطاء الطلبة إجازة؟ المشكلة تتكرر كل عام مع كل موسم امطار نجد انفسنا تلقائيا مع ابنائنا وبايحاء منهم ننتظر اجازة المطر.. وايضا ننتظر من المرور او الدفاع المدني خريطة تحركنا.. تلافيا لمرورنا في طريق غارق في المياه. أعلم مع غيري ان جزءا من حالة الهلع التي تعيشها الرياض يأتي نتيجة ممارسات غير واعية من بعضنا وخاصة خروج الاسر للاودية ومساقط الامطار.. دون اعتبار للمخاطر.. ولكن تبقى اشكالية الطرق مهمة وتقع في اطار مسؤولية المؤسسات الحكومية.. وايضا التصريح باقامة مساكن في ممرات الاودية، ايضا يقع ضمن مسؤوليات امانات المدن.. ولعل امطار الرياض الايام الماضية كشفت عن خطورة التصريح بانشاء مساكن في ممرات الاودية مع ملاحظة عدم وجود تصريف للامطار في اغلب الاحياء. وبالعودة للرياض يوم السبت الماضي بعد هطول الامطار نجد ان بعض طرق الرياض غرقت وتم اغلاقها رغم حداثة تشغيلها..! هنا أليس من المفروض معاقبة الشركات المنفذة خاصة وان استلامها كما ذكرت حديث..؟ بل علينا وضعها في القائمة السوداء متى تكرر منها تنفيذ مشاريع اقل من المستوى المطلوب. خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في غير موقف أكد ضرورة الضرب بيد من حديد على كل اشكال الفساد او التهاون في اداء المسؤوليات الوظيفية.. وما حصل في بعض مدن المملكة بعد بدء نزول المطر يكشف عن تهاون كبير من بعض الاجهزة الحكومية وخاصة عند استلام المشاريع حيث كشفت السيول انها دون مستوى المواصفات والشاهد انها لم تحتمل السيول فغرقت الطرقات في بعضها وتسربت المياه لداخل بعض المؤسسات في بعضها الآخر.. اما اقامة البيوت في مجرى الاودية فلا بد من معالجته بسرعة اقامة مشاريع تصريف السيول وايقاف البناء في الاراضي غير المناسبة الى ان تتم المعالجة ونضمن عدم تعرض الاسر للخطر.. ولعل الامر الآن بين يدي هيئة مكافحة الفساد التي عليها ان تركز على كشف كل الشركات سواء التي نفذت المشاريع، او التي رست عليها المشاريع واوكلتها لغير المؤهلين لتنفيذها لاننا ببساطة لا نريد ان نستمر في اقامة المشاريع وتكون المشاريع دون توقعاتنا مع ان الحكومة ترصد لها ملايين الريالات ولكن للاسف يأتي بعضها دون ما يستحقه الوطن ودون ما يستحقه المواطن.. لن تعود القوة لشركات المقاولات الا بالحزم والمتابعة والمكافأة لمن يستحق والمعاقبة لمن لا يكون في مستوى المسؤولية.. إن وجدت القائمة السوداء اختفى التهاون والفساد..