أكد لـالاقتصادية مسؤول في المجلس البلدي بمكة المكرمة، تردي مستوى النظافة وبلوغها أدنى مستوياتها في شوارع وأحياء المنطقة. وقال عبد المحسن آل الشيخ رئيس المجلس البلدي في العاصمة المقدسة: نحن اليوم في اليوم السابع لتعطل أعمال النظافة في مكة المكرمة، وهو الأمر الذي يستوجب معه أن نقف جميعاً كسكان لمكة المكرمة أمام هذا الوضع، ونتعاون في رفع النفايات ونمنع تكدسها، خاصة أننا نواجه تبعات عدم تصحيح الكثير من العمالة لأوضاعهم. وأشار إلى أنهم بالتعاون مع أمانة جدة قاموا بالاستعانة ببعض عمالة الأخيرة في رفع النفايات عن شوارع العاصمة المقدسة، وأنهم يدعون أيضاً أي مقاول لديه المقدرة للعمل في هذا القطاع للتقدم لأمانة العاصمة المقدسة لإنقاذ الوضع القائم حالياً. وأوضح أن عقد المقاول الحالي أوشك على الانتهاء، وأن التوجه الحالي يذهب نحو ترسية المشروع على خمس شركات من شأنها تقسيم مكة المكرمة إلى مناطق، مبيناً أنهم في المجلس البلدي تدخلوا في صياغة كراسة المواصفات لعقود النظافة الجديدة، التي يرى أن من شأنها أن تمنع الوقوع في السلبيات التي وقع فيها المقاول الحالي. ويرى أن تبعات تصحيح وضع العمالة ستكون قاسية، إلا أنها تأتي في مصلحة المواطن والوطن، التي يجب معها أن نقف جميعا كمواطنين في صف واحد لتجاوز الأزمة. ووفقا لمصادر مسؤولة في أمانة العاصمة المقدسة، فإن السبب الرئيس الذي يعود خلف تفاقم أزمة النظافة في مكة المكرمة خلال الأسبوع الماضي، يعود إلى عدم جدية المقاول، وقال: المقاول لا يملك إدارة قوية وليس قادراً من الأصل على إدارة أعمال نظافة العاصمة المقدسة، وهو يعمل وفقاً لأهوائه وبعيداً كل البعد عن الالتزام ببنود العقد مع الأمانة، وهو ما يثبته على الأقل وجوده في الوقت الحالي في أحد عواصم الدول العربية غير مبالٍ بالأزمة، وتكرار الإضرابات من قبل العمالة للمرة الخامسة على التوالي. وأكد أنه على الرغم من وجود الحسميات في جميع المستخلصات للمقاول منذ أول عام عمل فيه قبل نحو أربعة أعوام، التي وصلت بعضها إلى نحو مليوني ريال في المستخلص الواحد، إلا أنه لم يلتزم ولم تؤثر فيه تلك الحسميات، التي قد تعود أسبابها إلى إمكاناته المحدودة. ولفتت المصادر إلى أن الأمانة قد سبق لها أن كلفت مقاولين آخرين في موسمي الحج الماضيين للعمل في مكة المكرمة وفي المشاعر المقدسة، وحسمت مستحقاتها من مستخلصات المقاول الحالي. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة للتواصل مع المهندس محمد المورقي مدير إدارة النظافة في العاصمة المقدسة، إلا أنه لم يتجاوب مع اتصالاتنا المتكررة والرسائل النصية التي وردت إلى هاتفه المحمول. من جهته قال محمود مغربي مستشار التدريب وإدارة التغيير: عمال النظافة يستمرون في إضرابهم وأمانة العاصمة في سبات عميق ومكة تدفع الثمن الكبير، ومن المعروف كبر حجم مدينة مكة ووعورة بعض شوارعها وأوقات ومواسم الذروة فيها يجعلها مدينة لها خصوصية التعامل عن غيرها في تنفيذ بعض الأعمال. ولمعالجة الأزمة يرى مغربي أن على أمانة العاصمة أن تقوم فورا بفسخ العقد مع شركة النظافة وتحميلها كل العقوبات المالية إن كان هناك تقصير في دفع رواتب العمالة، وأن تقسم مكة جغرافيا إلى خمس مناطق والتعاقد مع خمس شركات للنظافة وإعطائهم تسهيلات فورية في التوظيف والدعم المعنوي من الجهات ذات العلاقة. وتابع: يجب تكليف كل شركة بالعمل على المنطقة المحددة جغرافيا، وأن تنشئ الأمانة شركة قابضة استثمارية للخمس شركات تدار بعقول وأفكار الشركات الخاصة وتفصل إداريا وهيكليا عن الأمانة للخروج والبعد عن البيروقراطية في العمل، ويتم فيها اختيار رئيس ذي خبرة إدارية وحنكة عملية له خبرة في مجال نظافة المدن على مستوى وجودة عالية في التنفيذ.