الغذاء المتناول أكبر العوامل البيئية تأثيراً على وزن الجسم تخفيف الوزن ليس بالأمر السهل خاصة لمن يعانون من البدانة (السمنة المفرطة). وسبب صعوبة التخلص من الوزن الزائد وجدته دراسة حديثة نشرتها الدورية البريطانية للتغذية في عدد 9 مايو 2013م، وعنوان الدراسة:"Relationships between dietary macronutrients and adult neurogenesis in the regulation of energy metabolism العلاقات بين العناصر المغذية الكبرى وبين تكوين الخلايا العصبية لدى البالغين في تنظيم أيض الطاقة". وهذه الدراسة أجراها قسم البدانة وعلم الغدد في معهد التقدم في السن والأمراض المزمنة في جامعة ليفربول في بريطانيا. أي أنها دراسة تتصف بالمصداقية إن شاء الله. وتنص الدراسة على أن "من بين العوامل البيئية التي تؤثر على وزن الجسم يُعدّ الغذاء أكبرها تأثيراً." وهذا يضع ما يتناوله الإنسان من أطعمة يومياً أهم في التأثير على وزنه من أساليب العيش وممارسة الرياضة وحتى الوراثة. وتؤكد الدراسة على أن زيادة استهلاك أنواع معينة من المغذيات الكبرى (الدهون والنشويات والبروتينات) مثل النشويات البسيطة (المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والسكر) والأحماض الدهنية المشبعة (في اللحوم الحيوانية الدسمة ومنتجات الألبان وزيت جوز الهند وزيت النخيل) يمكن أن تؤدي إلى البدانة والخلل الأيضي المصاحب الذي ينعكس أيضاً على حدوث تغيرات في المرونة الهيكلية وتكوين الخلايا العصبيّة في بعض أجزاء المخ! وكان يعتقد فيما مضى أن تكوين الخلايا العصبية يتم فقط والإنسان جنين في رحم أمه، أما اليوم فالدراسة تنص على أن تكوين الخلايا العصبية يتم في أدمغة البالغين استجابة لعوامل محفزة ومثبطة عديدة تشمل المكونات الغذائية. وبسبب الصلة المعروفة بين تكوين الخلايا العصبية ومنطقة قرن آمون أو الحصين (منطقة في المخ) للتعلم والمعرفة فهذه المنطقة من المخ تحت المجهر فيما يتعلق بالصلة بين التغذية وتكوين الخلايا العصبية. ومن خلال موقعها تعلق مجلة فوربز على الدراسة بمقال عنوانه: "النظرية الجديدة لتخفيف الوزن: غذاؤك السييء يدمر مخك." والمقال يناقش مسألة لماذا يجد بعض الأشخاص من شبه المستحيل أن يخففوا من أوزانهم على الرغم من جهودهم المستميتة في اتباع الحمية وممارسة الرياضة؟ والحل يرتبط بالدراسة السالفة الذكر، فسنوات وسنوات من الاسراف في تناول الأنواع السيئة من الأطعمة تغيّر من طبيعة المخ حيث تدمر الإشارات المرسلة من المخ، والتي تشمل الوسائط المرتبطة بالشهيّة مثل الهرمونات التي في الدم مثل اللبتين (الذي يكبح الشهية)والجريلين (الذي يفتح الشهية)، لتنظيم هضم الطعام والاستفادة منه. وهذا يعني أن دمار الأعصاب التي تحمل الإشارات لا يوصّل كمية الدهون التي خزنها الجسم. والخبر السار، حسب الدراسة، أن الشفاء ممكن. فالمخ يرمم نفسه إذا تحسن الغذاء، أي إذا استبعد الإنسان الدهون المشبعة والأطعمة والمكررة، وواظب على تناول الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف. د. شريفة بنت محمد العبودي