×
محافظة المنطقة الشرقية

أسرار شاب يتحدث 33 لغة

صورة الخبر

ليس غريباَ أن نرى على مواقع التواصل الإجتماعي صفحات تجارية لشركات أو لأفراد هدفها التسويق لمنتجات أو لخدمات معينة، لكن الغريب أن نرى صفحات تفتح المجال أمام الجميع ليبيعوا ما يريدون من دون أن يعود ذلك بأي ربح على مؤسسي الصفحة أو المشرفين عليها. هذه الظاهرة بدأت في منتصف التسعينات على مواقع عالمية مخصصة للبيع والشراء مثل eBay وCraigslist، وتابعت توسعها فظــــهرت بـــعدها مواقع جديدة مثل Preloved و The Freecycle Network، لكنها كلها لم تلقَ إقبالاً واسعاً في البلدان العربية. مواقع التواصل الإجتماعي غيّرت هذا الواقع وأصبحت صفحات البيع والشراء غير التجارية في العالم العربي، وبخاصة في لبنان، جزءاً من حياة البعض ويومياتهم، فبات البحث عن شقة للبيع أو للإيجار يتم عبر «فايسبوك»، كذلك البحث عن أثاث للشقة، أو حتى عن سيارة أو هاتف أو كتب مستعملة. بيع الأغراض المستعملة تقول ليما، التي أسست صفحة Second Hand Beirut قبل ثلاثة أعوام، إن الصفحة هدفها تلبية الحاجة الماسة إلى سوق للمفروشات المستعملة ذات النوعية الجيدة والأسعار المقبولة في لبنان. وقد فضلت ليما، المتخصصة بتصميم المواقع الإلكتروتية، أن تضع مجهودها في إنشاء صفحة على «فايسبوك» بدلاً من إنشاء موقع وتطويره، فموقع «فايسبوك» منصة لإنشاء سوق بخمس دقائق وبكبسة زر واحدة. وتؤكد أنها لا تبتغي أي ربح مادي من الصفحة لأنها أولاً تعتبر أن فتح مجال كهذا أمام ناس يتشاركون معها المصالح والاحتياجات نفسها هو قيمة معنوية، وثانياً لأن عدد الذين يشترون عبر الإنترنت والذين يملكون بطاقات اعتماد، قليل في لبنان. وتضيف أنها قامت بالبيع والشراء مراراً عبر الصفحة، وتعرفت على أصدقاء جدد من خلالها. وأصبحت الصفحة التي يتعدى عدد أعضائها 22 ألفاً، مجالاً للجميع ليبيعوا كل أغراضهم المستعملة وليس فقط المفروشات. وتقول ليما إن الصفحة انتشرت حتى خارج نطاق بيروت، وأن تحـــويلها إلى محل تجاري سيكون مضيعة للوقت والطاقة والموارد، خصوصاً في سوق غير مستقر اقتصادياً. أما المشرف على Second Hand Beirut فيؤكد أيضاً أن الصفحة لا تعود عليه بأي ربح غير تمضية وقت الفراغ، وتتمثل مهماته بالموافقة على طلبات العضوية والرد على رسائل الأعضاء والإجابة على أسئلتهم واعتراضاتهم، كما يحرص على أن يلتزم الجميع قوانين الصفحة، وأهمها عدم نشر الإعلانات أو بيع الأسلحة والحيوانات، والحفاظ على الإحترام المتبادل بين الجميع. وتتحدث نتالي عن صفحة Apartments In Beirut التي أنشأتها قبل تسع سنوات، حين كانت تبحث عن مسكن قريب من جامعتها، ولم يجدِها البحث مشياً على القدمين، ولم تجد أيضاً على «فايسبوك» صفحة تساعدها، فقررت إنشاء صفحة ينشر فيها كل من يبحثون عن مسكن أو من يريدون بيع مساكن أو تأجيرها. وتؤكد نتالي أنها لا تعمل في بيع العقارات ولا تجني أي أرباح من صفحتها، رغم أنها تلقت عرضاً لبيع الصفحة لكنها رفضته لأن هدفها فقط مساعدة من يبحثون عن مسكن بسعر مقبول. وهي تشرف بنفسها على صفحتها وتحرص على أن لا تتحول إلى صفحة إعلانية أو تجارية، كما تشترط على كل الأعضاء تبادل الإحترام وعدم التفرقة بين الأديان والجنسيات. سوق للكتب المستعملة صفحة Book Exchange Beirut التي تأسست قبل سنتين، أصبحت تضم الآن حوالى ثلاثة آلاف شخص من محبي القراءة الذين يجمعهم هدف تبادل الكتب أو بيعها وشرائها. وتؤكد لور، إحدى المشرفات على الصفحة، أن «رصداً لكل المشاركات يتم للتأكد من عدم وجود أي كلام مسيء أو سلوك غير مرغوب فيه، وهو أمر نادر الحدوث على الصفحة لأن الأعضاء يشاركوننا قيمنا وشغفنا». وتضيف أن الصفحة لم تتعاون بعد مع أي مكتبة أو سوق للكتب، لكنها ترحب بأي فرصة تسمح للأعضاء بالتواصل وتبادل الأفكار والموارد.