يصف المكيون الإنسان المبذر الذي لا يحسن تصريف أموره المالية بطريقة جيدة مما يجعله دائما في ضائقة مالية حتى لو استلم عشرات الآلاف من الريالات لأنه يبعثرها في أيام معدودات وبأسلوب غريب، ثم يبدأ في البحث عن أموال أخرى سواء عن طريق الاقتراض أو بيع بعض ما يملكه من أشياء ثم يضيع ما حصل عليه في كل مرة ليعود إلى المربع الأول صفر اليدين، يُوصف مثل هذا الإنسان بأنه ذو يد مخروقة أي أن يده لا يستقر فيها درهم ولا دينار ولا ريال ولا دولار مدة طويلة حتى يصرفها في كماليات وأمور يُخيل إليه أنها مهمة، أساسية، مع أنه كان بدونها وقبل أن يصله المال الجديد في غنى عنها ولكن شهوة التبذير والصرف تجعله ينقض على ما معه من مال فلا يبقى منه شيء وإن عاتبه أحد على تبذيره رد عليه بقوله «أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» ولو كان الإنفاق في أعمال بر ومكارم أخلاق مثل إصلاح ذات البين وما يقوم به الغارمون من تحمل دفع أموال وديات عن الآخرين فإن إنفاق الأموال في هذه الحالة ربما تكون من باب الكرم والجود ولكن أصحاب الأيدي المخروقة قلما يكون إنفاقهم في أعمال بر وخير وصلة رحم ونحوها من الأعمال الفاضلة، وإنما في أمور ثانوية جدا مثل تغيير السيارات مع كل موديل واستبدال أثاث المنزل سنويا والفشخرة في الحفلات والملابس والمظاهر الكاذبة والسفريات المقصود بها التباهي وشرب «الكفي» بدل الشاهي، ولذلك يظل مخروقو الأيدي في ضوائق مالية مهما دخل جيوبهم من أموال لأنهم لا يحسنون تصريف أمورهم المالية حتى أنك قد تجد أخوين أو صديقين دخل أحدهما خمسة آلاف في الشهر ودخل الثاني الذي تكون يده مخروقة خمسة عشر ألفا في الشهر، ولكن الذي يحسن إدارته لأموره يستطيع أن يعيش مستورا لا يمد يده لأحد فيما الثاني يمدها بعد استلام الراتب بعشرة أيام، بل ربما طلب سلفة عاجلة من أخيه أو صديقه ذي الدخل المحدود فيجد في جيبه طلبه لأن أخاه رجل مدبر غير مبذر لم يجعل يده مغلولة إلى عنقه ولم يبسطها كل البسط فلا تكونوا من أصحاب الأيدي المخروقة ودمتم!