×
محافظة المنطقة الشرقية

فيديو - فتاة تؤدب «متحرشاً» بعصا مكنسة في أحد الأسواق بالدمام

صورة الخبر

التحرش في واقعه هو سلوك منحرف سواء أكان ممارسة علنية ام خفية وينم عن قبح في قيم المتحرش ويدل على ضعف المرتكز القيمي مع موت الضمير ..، كما ان تزايده في أي مجتمع يكشف عن ضعف او عدم وجود تشريعات ونظم تحد من هذه المشكلة وتحمي المتضرر.. في الأيام الماضية وقعت اكثر من حادثة تحرش مع تنوع جغرافي وتم تناقلها عبر الوسائط الاجتماعية وكان فيها صلافة حادة لكل موروثنا الاجتماعي القائم على احترام اعراض الناس في المكان العام وقبل ذلك هي تحد لمنظومتنا الثقافية القائمة على الدين الاسلامي الذي يحرم الاعتداء الآثم على الانسان كما أن فيه تحديا للمؤسسة الأمنية التي واجهت هذا التصرف بعد حدوثه بسرعة احضار الشباب المتحرش وسجنه تمهيدا لمحاكمته ومعاقبته.. السؤال قبل ان يقوم المتحرش بهذا السلوك البشع هل يوجد نظام يجرمه ام ستكون الأحكام جزءا من اجتهادات القاضي ونحن نعلم ان القضاة بشر ما يعني معه احتمالية تأثره بنظرته الاجتماعية لأطراف القضية.. الاشكال الذي نواجهه كمجتمع ان البعض وللأسف من المثقفين واصحاب المنابر يحملون المرأة بالمطلق وزر هذه المشكلة في محاولة تطهير دائمة للرجل وخاصة في أي أمر يرتبط بالعلاقة بين الرجل والمرأة.. فحين يصر البعض على ان الفتاة دائما هي السبب فانه يضع اول مبرر لانحراف هذا الشاب واحيانا الرجل الكهل وهذا في واقع الأمر ومن منظور اسلامي مساعدة للإفساد في الأرض.. تزايد جرائم التحرش ووصولها لما يقارب الثلاثة الاف حادثة تحرش حسب تقرير لوزارة العدل تم نشره في بعض الصحف شاهد على تزايد هذه الجريمة خاصة اذا علمنا ان هناك اضعاف هذا العدد يتم السكوت عنه خجلا وحياء واحيانا يئساً من أخذ حق الضحية بما يجب .. على سبيل المثال لو تكلمت الأخوات العاملات مع المعاقين والمعاقات خاصة المعاقين ذهنيا لعرفنا وجود بعض جرائم التحرش والاغتصاب يتعرض له هؤلاء في اسرهم. ومع محاولة الموظفات معالجة ومواجهة هذه المشكلة الا انهن يفشلن في غالب المواقف والسبب عدم وجود نظام يجرم هذا السلوك المشين. وبما ان النظام مازال يبحث عن مخرج في مجلس الشورى فان على وزارة العدل المبادرة بإصدار هذا النظام وتفعيله للحد من اتساع هذه المشكلة التي قد يصعب تحديد وصولها للظاهرة من عدمه ولكن المؤكد اتساعها وصلافة ممارسيها في تحدي المجتمع بكل مكوناته الدينية والثقافية والاجتماعية والأمنية.. والشاهد ان شبابنا يلتزمون في الخارج بالأدب واحترام المارة من النساء علما انهن في الخارج بدون عباءة وربما بلبس فاضح ولكن النظام والخوف من العقاب يؤدب هؤلاء المنحرفين .. اما هنا فللأسف نجد من يبرر لسلوكهم لدرجة ان بعضنا استحدث مفردة الذئبة على الفتاة المتحرش بها مؤكدا انها السبب في تحرش الشباب بها، مع ان هذا الشاب اكد عليه دينه غض البصر والبعد عن الفحش في القول والعمل.. ولكن.. النظام والعقوبات دائما هي علاج للمنحرفين وحماية للضعفاء.. والتحرش مشكلة مواجهتها والحد منها لن تكون باجتهادات ولكن القانون كفيل بتحجيمها بشرط تنفيذه دون تراخ.. وحتى استحداث النظام حبذا التشهير بالمتحرشين ليكونوا عبرة لكل ضعيف نفس.. لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net