تخوض المعارضة السورية المسلحة معارك عنيفة في مدينة درعا، جنوب البلاد، ضد قوات النظام تحضيرا لاقتحام المدينة بعد حشد أعداد كبيرة من المقاتلين على أبواب المدينة. ويختلف الوضع في درعا تماما عن بقية الجبهات السورية، حيث تغيب الفوضى عموما عن هذه المنطقة. ويقدم مقاتلو المعارضة أنفسهم في هذه المدينة كقوات نظامية، بداية باللباس الموحد وليس نهاية بالخطط العسكرية المنظمة. ونجح هذا التحالف المحلي بفرض تجربة مختلفة في الجنوب، فهو يسيطر على مساحات واسعة لم تشهد نزاعات بشكل عام بين الفصائل المقاتلة، كما حصل شمال البلاد. ويستعد هؤلاء المقاتلون الذين يتبعون "تحالف الجبهة الجنوبية" الذي تقوده غرفة عمليات مشتركة، حالياً لاقتحام وشيك لمدينة درعا، وهي البوابة الجنوبية باتجاه العاصمة دمشق. ولا تبعد قوات نظام الأسد مسافات بعيدة عن مقاتلي المعارضة، فهي تقع في مرمى قذائف الهاون وراجمات صواريخ المعارضة. ويبدو اقتحام درعا أمرا وشيكا بالنسبة لتحالف الجبهة الجنوبية، التي يشعر مقاتلوها بالثقة بعد تحقيقهم انتصارات كبيرة بداية العام، حيث سيطروا على مدن وبلدات وقواعد عسكرية هامة للنظام، إضافة لمعابر حدودية. كما صدّوا هجوما عنيفا شن ضدهم من قبل قوات النظاك بدعم من ميليشيات حزب الله اللبناني.